الأربعاء، 7 أكتوبر 2015

عيد المعلمين ...


قد حلّ عيد المعلم ، أن شأن المعلم كان من قديم الزمان معروف لدى كلنا بصفتنا طلاب مدارس ، وله  حرمته واحترامه الخاص ويذكر اسمه دائما بتكريم وتقدير ولكن مثل كل الامور الاخرى في نظام الملالي هُتكت حرمته ،حيث اجبرت هذه الشريحة الكادحة اي” المعلمين” لاجل تدبيرامورها المعيشية وكسب لقمة عيش لافراد عائلتها تنشغل في وظيفتين او ثلاث وظائف لاجل أن تحصل على نزر اليسر من المعاش .
قبل فترة وخلال وقفه احتجاجية للمعلمين ، شاهدت بان تم توقيع حوالى2000 معلم على دِرج (طومار) وكان ينص على أنه «نحن لا نستطيع ان نحصل على المواد الغذائية البدائية»
وهذا المشهد اكبر دليل على كسرشوكة وشأن هذه الشريحة النبيلة المثقفة وخطورة وضعهم المعيشي .
أطلق صرختي، مهما يحدث ـ ويل لهذه العاصفة، ويل لهذا الظلم”

هذا شعارمعلمين وطننا الذين ضاقوا ذرعا من ظلم هذا النظام وفي الاشهر الاخيرة صرخوا به احتجاجا على حقوقهم المسلوبة والمنهوبة بوجه ملالي طهران .
حيث صرح احد المعلمين قائلا: مايقارب 80 بالمئة من الذين يعملون في الامور التعليمة لهم وظيفه ثانية وعلى وجه التحديد إني ايضا اعمل في وظيفة ثانية لاجل أن يفي الراتب ادنا امورعائلتي المعيشية .
لكن احاديث طلبة هؤلاء المعلمين امرجديربالتأمل فيه ،
احد الطلاب كان يقول :«نحن رأينا معلمينا في الصباح يلقون محاضرتنا وفي المساء يصبحون سواق تكسي ، او يعملون في المحلات .
يجب أن يكون وارد المعلم بقدر الكفاية حتى تصبح له حرية التفكير ويستطيع أن يلقي محاضرة بطمئنية وهدوء ولكن لم يكن هكذا .
وفي سياق متصل اذعان وسائل اعلام نظام الملالي اكبر دليل على ذلك :
كتبت صحيفة”اعتماد ” الحكومية في هذا الخصوص في 22 نيسان 2015
:«إن الدراسات التي تمت بين اعوام 2005 حتى2015 تنِّم على أن التضخم في ايران بلغ الى 164 بالمئة ولكن زيادة حقوق المعلمين بلغت 108 بالمئة فقط .
وكما وصل سعرالتضخم المالي بالمقارنة مع عام 2013 الى 17 بالمئة ولكن نسبة رواتب المعلمين لم تبلغ الّا 14بالمئة حصرا .
بناء على هذا سنه فسنه اسفر عن عدم تناسق بين زيادة نسبة التضخم بالمقارنة مع زيادة نسبة حقوق المعلمين وسبب تقلص في استطاعة المعلمين من الشراء
على هذا الاساس المعلمين الشرفاء يطالبون بزيادة رواتبهم لكي يجتازوا خط الفقر ولو انه عناصر نظام الملالي تارة  بسبب الاحتجاج  الواسع النطاق من قبل المعلمين بالظاهر يعلبون دورتعديلات في الوضع الراهن .
لكن في الحقيقه هي ذاتها الذي نوح اليها احد المعلمين المتوجعين قائلا:« اود أن اقول للحكومات التي سيطرت على سدة الحكم، كفي اطلاق شعارات فارغة !
يقولون لنا :عملكم يعادل عمل الانبياء ، ولكن لا يمكن بهذا الشعار سد جوع افراد عائلتي ، شابي ذهب ادراج الرياح ، لا استطيع أن ارتب اموري وحياتي بهذه الشعارات ،لا يمكن قبول هذا الامر شخص آخر في مؤسسة اخرى يستلم راتب يعادل راتبي بـ 3 اضعاف  ولكن ليس عمله عمل الانبياء .
وفي الوقت الحاضر معدل رواتب المعلمين حوالي مليون تومان ويتم تقليص 100 الف تومان لاجل ”التامين” و”التقاعد”و ......
يعني راتب المعلم الصافي يعادل 900 الف تومان يعني سنويا يقبض 10ملايين و800 الف تومان وبالمقارنة مع سعر الدولار «الدولار يعادل 3400 تومان» فيصبح 3176 دولارو طبعا هذه الارقام تم احصائها من قبل وكالة فارس الحكومية فقس الى ذلك ...

ولاجل أن نعرف وضع المعلمين المقلوبين علي امرهم في نظام الملالي من الافضل أن نلقي نظرة الي معدل الرواتب في دول  القارات الخمسة في العالم :
3176
  دولار راتب المعلم في ایران
50
الف دلارفي آمریکا
45
الف دلار في برانجليز
37
الف دلار في فنلنده
50
الف دلار في كوريا الجنوبية
25
  الف دلار في ترکیا
فاذا قارنا هذا العدد مع خط الفقر في ايران الذي يعاد ميليون ونصف مليون تومان سننتبه الي عمق الويلات في حياة المعلمين و سائر شرائح المجتمع الايراني
من هذا المنطلق نستطيع أن نفهم لماذا  قام المعلمين بهذا التحرك  ولماذا لم تخمد انتفاضتهم .
سنون مديدة وغبار طباشير السبورة تغطي جبين ووجه المعلمين وبصوت عال يلفظون حروف الهجاء لكي يسطر مستقبلا مستنيراً لطلابهم ، لانه عمله قديس ولاجل التعبيرعن اهمية وظيفتهم ، قال الشعراء : ”كاد المعلم أن يكون رسولا ”
ولكن في نظام الملالي لايشابه مصيرهم لون الطباشير الابيض بل داكن اكثر شباهتا الى السبورة السوداء ...
أجل، في الوقت الذي ضاق المعلمون وباقي الشرائح من المواطنين ذرعا بفقر اعتراهم تحت ظل حكم الملالي النهاب، يعتبر اعتصام المعلمين واحتجاجهم رمزا يمثل صمودا لشريحة مثقفة من المواطنين ممن يستغلون أي فرصة وأي زمن للاحتجاج وإعلاء الصرخة الداعية إلى الحق لاستعادة حقوقهم المسلوبة كما يحاسبون نظام الملالي المتجرع للسم مؤكدين على أنه كيف كان مصير الوعود التي أطلقت حول فترة ما بعد الاتفاق؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق