الأربعاء، 28 أكتوبر 2015

الاتفاق الرباعي وتهميش دور الملالي في سوريا

قد لوحظ في الايام الاخيرة تطورات سياسية ملحوظة وحاسمة بشأن قضية سوريا وباختصار وعلى وجه التحديد مؤتمر فينا الذي اقيم في يوم الجمعة الماضية المصادف 23 من اكتوبر الجاري بمشاركة كل من امريكا، روسيا، السعودية وتركيا ، وهناك في نهاية المؤتمر قد قُدم تقيم متابين عن نتائجه ، البعض قيمته بانه مؤتمرفاشل، والاخرون مثل جون كيري  وزير الخارجية الامريكي اعتبره مثمر وبنّاء وكما قيمه عادل الجبیر وزیر خارجية السعودية بانه ايجابي ولكن صحف النظام الايراني اشارت الى  وجود رؤيتين متضاربة في نتائج المؤتمرذكرتها صحيفة ” آفتاب یزد” في عددها الصادرفي 25 اكتوبر2015
بغض النظر عن نتائج المؤتمر الرباعي في فينا ولكن نفس اقامته تدل على النقاط التالية:


1.  النظام الايراني الذي كان في جبهة انقاذ بشار الاسد و الذي لعب دوراً حاسما طليلة الاربع اعوام ونصف عام الماضي ضد الشعب السوري، لم يحضرهذا المؤتمرويدل على سحب بساط قيادة هذه الجبهة من تحت اقدام الملالي وأن روسيا الجهة الاقوى اصبحت فعلا تمثل هذه الجبهة ونظرا الى المنافسات القائمة بين ايران وروسيا لاجل الحصول على حصة الاسد من الهيمنة على سوريا ، تبين أن منهج السياسي المتخذ من قبل روسيا لاجل اقصاء ايران من معادلة سوريا اصبح سيد الموقف الامر الذي اكد عليه المراقبين والوسائل الاعلام مشيرين الى تضارب المصالح بين النظام ايراني وروسيا في قضية سوريا منها علي سبيل المثال كتبوا :« أن بوتين في لقاءه مع بشار الاسد ليس فقط لم يشرالى دعم  النظام الايراني الهائل الى بشارالاسد حتى عام 2011 بل بتلويح لاذع لنظام طهران اكد بأن سوريا كانت قد استندت على اقدامها طيلة هذه الفترة (نقلا عن صحيفة وال استريت في عددها الصادر في 22 من اكتوبر 2015)
2.  بناء على هذا يتبين بان نظام الملالي الذي يرضخ في نهاية العجز والافلاس اضطرأن يدعو روسيا الى خوض هذا المشهد وتحول الى لاعب الدرجة الثالثة في قضية سوريا وقد تم تهميشه من جانب روسيا ، طبعا لايخفى هذا الامر على نظام الملالي ومن هذا المنطلق حاول أن يتجاز روسيا في عدة مشاهد ويضعها خلفه منها لم يدعو روسيا الى الجلسة التمهيدية لمؤتمر ميونيخ الامني ،رغم انه موضوع الجلسة كان بشأن سوريا وكما قد نوه اليه مراسلي تلفزيون هذا النظام بنفسه .
3.  وأن المؤتمر الرباعي اوضح بان اللاعب الرئيسي في جبهة انقاذ بشار الاسد هما الدكتاتوريه الدينة الحاكمة في ايران وكذلك حكومة بوتين وحضورامريكا والسعودية وتركيا مقابل روسيا اصبح خسارة لهذه الجبهة وعكس ايران، روسيا ليست بحاجة ماسة الى ابقاء الاسد وبناء على هذا روسيا مستعدة لاي مصالحة وتواطئ مع الدول الثلاث المذكورة ، على سبيل المثال بعد هذا المؤتمر اعلن وزيرة الخارجية الروسي عن استعداد بلده لتغطية الجيش الحرالسوري جويا ، الامر الذي استهزأ به الائتلاف الوطني السوري ولكن علي اي حال يدلّ على تغيير تعامل روسيا حتى ولو كان كلاما بحت .
4.  والسبب من خضوع روسيا ومشاركتها مؤتمر فينا ( الامر الذي لم يسكت عنه وزير خارجيه روسيا ولم يخفي عدم رضائه لعقده ) ينم عن فشل مخططاته العسكرية المدروسة سلفا الى هذه اللحظة . إن روسيا كانت تتصوربالقصف الجوي المكثف والقوي الذى تقبل نظام الملالي نفقاته ، تستطيع أن تسيطر بسهولة وببساطة على حلب و حمص و حما وأن تخرجها من سيطرة الجيش الحروبايصالها بمنطقه بلبنان تخطي خطوة هامه في اتجاة تعزيز موقف بشار الاسد . وبتعبيرالمحللين ، هناك منهجين امام روسيا وايران لتواصل هذه المرحلة ، إما تفكيك سوريا وسيطرة بشار الاسد على جزء منها يشمل دمشق ، او كسب تنازل هام من الجبهة المنافسة لصالح الاسد واستمرار بقاءه ,ولكن القصف المكثف مصطحبا بعمليات قوات الاسد البرية متزامنا ومتنسقا مع عمليات الحرس الثوري وقوات حزب الله ، باٴءبالفشل والحقت خسائر جسيمة في قواته البرية ولايجدي اي نتيجة لصالح انقاذ جبهة بشار الاسد وأن المقاتلين السوريين وبفضل صمودهم ومثابرتهم، استتطاعوا أن يحبطوا هذه الهجمات وأن يحملوا النظام الايراني وجيش الاسد المتداعي خسائرجسيمة.وعقب ذلك عرفت روسيا بانه اذا سارت على هذا المنوال ستصبح سوريا مستنقعا لها ومن الضروري ان تنسحب بسرعة وجاءخوضها مؤتمر فينا الذي ستعقد جلسته التالية في يوم الجمعة المصادف30 اكتوبر الجاري من هذا المنطلق .
5.  وفي مثل هذه الظروف عندما نسمع صوت آخرمن رموزالنظام يتعارض مع مواقف النظام الايراني السابقة ، له معني وفحوى خاص منها تصريحات وكيل وزارة خارجية النظام الايراني ”امير عبداللهيان” حيث قال :« نحن لم نقول اذ اننا سندعم بشار الاسد الى الابد » وكذلك مواقف ”لاريجاني” رئيس برلمان الملالي المتكررة ومواقف ”رفسنجاني حيث صرح قائلا: « الشعب السوري هو الذي سيقرر مصيرمستقبله«
هذه المواقف الآنفة الذكر الذي صرحها عدد من رموز النظام الايراني تنمّ عن  تاثيرتجرء كأس السم النووي وسط اجنحة النظام حيث تضع ” الولي الفقيه” امام مفترق الطرق آخر خطيروصعب ...
وهذا النظام يواجه طريق مسدود لاسيما على اعتاب اقامة مهزلة الانتخابات يعتبر منعطفا يسحدد سيد الموقف في وسط رموزالنظام ومن سيتوالى الهيمنة ، بناء على هذا ستتضاعف خطورة الوضع في نظام ولاية الفقيه ...
وختاما نظام الملالي  يعناني من ازمات مستعصية في مرحله السقوط والحل يكمن في اسقاطه على ايدي الشعب الايراني ومقاومته البالسلة  .


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق