الأحد، 6 ديسمبر 2015

طهران :انتخابات اولعب الموت والحياة



وصفت الصحف و و سائل الأعلام النظام إعلان عملية ترشيح رفسنجاني لخبراء النظام هو« معركة شاملة» او « لعب الموت والحياة» في رأس سلطة النظام. اذا أراد أن يحذف خامنئي عن طريق مجلس صيانة الدستور رفسنجاني لابد ان يجازف بقبول خطر فتح الشرخ والخروج للإنتفاضة المحتملة  من داخل النظام. لانه لا يستطيع هذه المرة بذريعة «الكبر في العمر» يقوم بحذف رفسنجاني كما حدث ذلك  في مسرحية الإنتخابات النيابية. عملية حذف رفسنجاني  يشابه عملية جراحية كبيرة حيث نزيفه سيذلل النظام.



 الا انه اذا تخلى عن حذفه و يرضخ مثل ما رضخ  للملا روحاني  ويقبل حضوره في مجلس الخبراء معناه  قبول هيمنة رفسنجاني على الخبراء خاصة في مرحلة أكثر حساسية له. المرحلة التي أكدت عليها ممثل خامنئي الملا موحدي كرماني بشأن موت خامنئي« علينا ان لا نبتعد عن الاحتمالات» وهذا هو« الهاجس الرئيسي» و يطلق عليه مأزق في مأزق او المأزق مضاعف.
حاليا، كلتا الزمرتين الحاكمتين تتحدثان بلغتهما وتعابيرهما عن أهمية مسرحية الإنتخابات القادمة وفي نفس الوقت تبديان خوفهما منها. لهذه الحالات من الخوف وجهان، الأول بين الزمرتين وكل زمرة تخاف من الإستبعاد من قبل الأخرى والثاني خارجهما وهو ناتج من قلق كلتا الزمرتين على مصير النظام برمته إذ وصل صراع الإنتخابات مرحلة يمكن مشاهدة أن الأمر أوسع من حسم عدد من الكراسي في البرلمان أو مجلس الخبراء وإنما يتمثل في السيادة داخل النظام ومصيره إذ لايمكن استمرار الإنقسام الحالي لرأس النظام بشطريه ويجب إقصاء إحدى الزمرتين من الحكم وقطع أيديها عن مقاليد الحكم وتمركز السلطة في يد زمرة واحدة وإذ إن هذا يؤدي إلى خط النظام بعد الإنتخابات فيأخذ الإقصاء والتصفية مآلا، طابعا استراتيجيا ومصيريا.
وتأتي تصريحات رفسنجاني تأكيدا على هذا حيث يقول: ”إن مشاركة الناس في الإنتخابات... ترسم مستقبل النظام... التلاعب في مسار الإنتخابات يعد ظلما للحق الإجتماعي والسياسي للشعب الإيراني في النظام الدولي”. وإنه يعني أنه إذا لم يسمحوا لنا بلعب الأدوار في هذه الإنتخابات فلن يتم الحضور في النظام الدولي أي التعامل مع الغرب وستظهر عواقب الأمر بالتأكيد منها الإختناق والشلل الإقتصادي.
والسؤال المطروح أنه لماذا يساور زمرة الولي الفقيه الخوف؟ بينما تتمسك بمقاليد الإقصاء بدءا من مجلس الصيانة مرورا بقوات الحرس وإلى قوات التعبئة ( الباسيج) وتتمكن من اجتثاث الزمرة المنافسة والعناصر المزعجة بسهولة.
الواقع أن ساحة العمل والمناورة للولي الفقيه محدودة لأسباب شتى منها:
أولا في حالة اجتثاث موسع، تتأثر مسرحية الإنتخابات وتتمخض عن عواقب سياسية وخيمة للولي الفقيه وذلك في ظروف إنه بحاجة ماسة دوليا لعرض مسرحية ساخنة لامعة ظاهريا.
ثانيا، إذ إن الإجراءات التنفيذية لهذه المسرحية وفرز الأصوات على يد الداخلية لحكومة روحاني، فأيدي زمرة خامنئي في صنع الأرقام والغش مكتوفة جدا إذا لن تنوي إعطاء الطرف المقابل نصيبه.
ثالثا والأهم، إنه يخاف من أنه في حالة القيام بإقصاء واستئصال الخصم فيستغل الشعب الطافح كيل صبره الشرخ والجرح الناتجين من هذا الإستئصال ويثور ثورة عارمة. إلا أنه إذا لم يرد خامنئي القيام بهذا، فإنه يخاف من استغلال الخصم، القيود آنفة الذكر ويقحم عناصره في برلمان النظام ومجلس الخبراء وسيتحطم عمود خيمة النظام في ظروف فيها حالات تردد متزايدة عن صحة خامنئي.
على كل حال، هذه حرب يشتعل سعيرها يوما بعد يوم ويتعمق الشرخ الناتج منها دوما وتتصاعد خطورة هذا الإستئصال المحتوم الذي يهدد النظام برمته. هذا حرب المنتصر فيها ليس بداخل النظام وإنما بخارجه ولهذا أبدت صحيفة ابتكار الحكومية ( 30 تشرين الثاني 2015 ) ذعرها من وضع كل النظام تكتب: « الزمرتان الرئيسيتان ...حاليا أكثر هرما وضعفا من أنهما تتفكران في القمة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق