الخميس، 24 ديسمبر 2015

التحالف العسكري الاسلامي اي الوقوف على الاقدام


منعطف هام في تاريخ الشرق الاوسط
توالي الأحداث وخاصة مابعد الربيع العربي ومن خلالها استنتجت دول المنطقة لاجل التصدي لظاهرة العنف والارهاب والدواعش عليها الاعتماد على نفسها والوقوف على الاقدام للدفاع عن نفسها، نتيجة هذه الفكرة تشكيل اول تحالف اقليمي يتمثل بعاصفة الحزم ضد الحوثيين الذين قاموا بانقلاب ضد حكومة اليمن الشرعية وطبعا وراء كل هذه الاحداث النظام الايراني والفكرة الخمينية المتمثلة بعقلية ولاية الفقية واثمرت هذه الفكرة وتبلورت وخلفت تحالف اكبر اي التحالف العسكري الاسلامي بوجه الارهاب وكما أولت دول العالم الاهتمام بالتحالفالعسكري الاسلامي الاّ النظام الايراني هو الطرف الوحيد الذي اتخذ موقفا بالضد منه بردود أفعال متضاربة. طبعا الردود جاءت في الأساس من قبل عناصر مختلفة والملالي وخلال صلوات الجمعة في المدن ولحد هذه اللحظة لم يسجل أي موقف رسمي من قبل وزارة خارجية النظام أو القادة الرسميين. وتركزت الردود في الأساس على ابداء خوف النظام تحت أغطية مختلفة منها ما وصف الأمر بالخطير أو المحاولات للتقليل من المسألة واعتبارها «غير جدية«.



ولكن الأمر الأكثر اثارة للضحك هو ابداء الخوف من قبل الملا خاتمي ممثل خامنئي حيث أراد أن يغطي قلق مولاه الولي الفقيه تحت عبارات مثل «فكاهة الاسبوع السياسية». انه يقول «ان العربية السعودية قد شكلت تحالفا ضد داعش فيما هي نفسها أم جميع المجموعات التكفيرية في سوريا وفي كل العالم الاسلامي. انها فكاهة بحيث تثير الضحك لدى الشابة الميتة» (صلاة الجمعة بطهران 18 ديسمبر). السؤال المطروح هو إن كان التحالف ما هو الا فكاهة فلماذا اذن يجب تخصيص مساحة من وقت صلاة الجمعة بطهران لها؟ ولا جواب لدى الملا خاتمي على ذلك. ولكن بالقاء نظرة قصيرة في سائر المواقف التي اتخذتها بيادق النظام أو وسائل الاعلام التابعة له سنحصل على جواب هذا السؤال.
فعلى سبيل المثال أعربت صحيفة جوان الناطقة باسم ميلشيات الباسيج اللاشعبية فور اعلان التحالف العسكري الاسلامي عن قلقها بقولها «يتوقع أن الهدف الرئيسي لهذا التحالف هو التدخل في الشأن السوري ومواجهة المقاومة. لقد اتهم وزير الخارجية السعودي في تصريحاته أكثر من مرة  ايران بدعم الارهاب. ويقول بعض المتتبعين ان هذه المحاولة السعودية وشركائها ما هي الا رد فعل على سياسات ايران في المنطقة». (جوان -16 ديسمبر2015).
وبهذا الصدد أشار موقع حكومي يدعى اسلام تايمز في 15 ديسمبر الى «الدول الأعضاء في التحالف» وأبدى مخاوفه من ذلك وقال ان «الهدف المزعوم من قبل العربية السعودية» ليس «محاربة الارهاب»  وانما «مواجهة الدول» التي «هي لا تتواكب معها». .... 
ولكن المقال الأكثر تعبيرا هو ما جاء في تقرير وكالة الأنباء الرسمية للنظام (ارنا): «أصحاب الآراء ينظرون بعين الريب في اصالة وتأثير هذا التحالف العسكري» ويعتبرونه «مفردة سياسية بأبعاد اعلامية أكثر منه أن يكون تحالفا عسكريا حقيقيا». وتستنج الوكالة الحكومية أن «معظم المحللين لم يأخذوا اعلان التحالف الجديد بمحمل الجد». ومن المثير أن هذه الوكالة الحكومية ولتأييد استنتاجها تعطي مثالا ينفي ما قالته من الأساس حيث تقول:  «سبق وأن تكلفت العربية السعودية جهودا كبيرة لتشكيل تحالف عسكري مؤثر في حرب اليمن ولم تفلح في ذلك» (وكالة أنباء ارنا الحكومية 17 ديسمبر).
وليس من المعلوم أنه لو لم يكن  التحالف العربي الذي حرر الجزء الأعظم من أراضي اليمن من مخالب النظام الايراني وأجبر أزلام الملالي على الجلوس مستلسمين خلف طاولة المفاوضات أمرا جادا فعندئذ ما معنى الجدية؟
السؤال المطروح لماذا بين دول العالم كان نظام الملالي يتخذ هكذا طيف من ردود الأفعال المتفاوتة تجاه هذا التحالف العسكري الاسلامي ويبدي مخاوفه تجاه ذلك؟ فهل هذا التحالف هو خطير على النظام حسب ما جاء في تصريحات أمثال الملا احمد خاتمي؟ أم هو أمر «غير جدي» و «صوري» و «دعائي» حسب ما ادعت به وكالة أنباء النظام الرسمية (ارنا) في تقريرها المليئ بالتناقض. ولكن ما جاء في مذكرة اليوم في صحيفة كيهان الناطقة باسم الولي الفقيه قبل يومين من اعلان التحالف تحت عنوان «بحاجة الى يقظة أكثر» يساعدنا في التوصل الى الجواب:
«تشديد الترتيبات الأمنية ضد محور المقاومة في المنطقة قد وصل الى حد الانذار... الحديث عن ارسال قوات غربية عربية جديدة تحت اسم القيام ضد داعش في سوريا والعراق، هي علامات سريرية لتصعيد الموقف الأمني في المنطقة» (صحيفة كيهان المحسوبة على خامنئي 13 ديسمبر2015).
فهذه المخاوف السافرة التي بدت على الملامح حسب «العلامات السريرية» قبل الاعلان الرسمي للتحالف من قبل الناطقة باسم علي خامنئي هي معبرة في ذاتها. ولكن بقي جواب على سؤال آخر طرحته مزاعم عناصر النظام وهو : هل التحالف العسكري الاسلامي هو صوري ودعائي؟ وهل هذا التحالف مثل التحالف المكون من 65 دولة غير مؤثر وغير فاعل؟ أم خطوة حقيقية لاجتثاث الارهاب في المنطقة؟ وللاجابة على ذلك نشير الى جانب من تفسير رئيس التحرير السياسي لشبكة سي ان ان : «العربية السعودية وغيرها من دول المنطقة توصلوا الى نتيجة أنه يجب الوقوف على أقدامهم للدفاع عن آنفسهم ويجب أن يفكروا في الدفاع عن أنفسهم» (شبكة سي ان ان17 ديسمبر 2015)
اجل هذا ما يذعر ملالي طهران لانه نظام الملالي وطيلة 37 عاما استفاد بكثير من مساومات الغرب بوجه ارهابه المنفلت مستغلا رداء الاسلام لاجل تمرير اهدافه الشريرة في المنطقة والعالم ولكن هنا نقول لايمت هذا النظام اطلاقا بالاسلام بصلة من جانب ومن جانب آخر مكشوف تماما لدى دول المنطقة ولا تنطلي على احد مناوراته لاجل الحفاظ علي بقاء زجاجة عمر نظام ولاية الفقية المتهرئ ...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق