الجمعة، 18 ديسمبر 2015

رفسنجاني: دوامة إننا تورطنا فيها بسوريا



قالها رفسنجاني الشخص الثاني في نظام ولاية الفقية في عهد خميني ومابعد خميني ..
اجل ، أن كلا من القرارات التي قدمتها دول 1+5 ومن المقرر إقرارها في 15 كانون الأول وأيضا التقرير الصادر عن الوكالة حول المسائل المتبقية والأبعاد العسكرية للبرنامج النووي للنظام على جانب عظيم من الأهمية.
والواقع أن النظام يواجه أزمات وتحديات على صعيدين، الأول مع المجتمع الدولي والثاني في داخله لاسيما أهمية تقرير الوكالة في هذا المجال وصل درجة حيث إنه حتى قسم من موالي النظام قالوا إن هذا التقرير أسوأ لنا من الإتفاق النووي.
إذ التقرير وضع حدا لأكبر تحد وصراع للنظام كان مطروحا منذ البداية وقدم فصل الخطاب له .



منذ البدء كان صراع جوهري يدور حول ماهية البرنامج النووي للنظام حيث يتحدث النظام والمدافعين عنه عن سلمية برنامجهم للطاقة الذرية، بالمقابل كانت المقاومة الإيرانية بأعمال فضحها ووثائقها تقول إن هذا برنامج لإنتاج الأسلحة الذرية.
وتقرير الوكالة يبت صراحة في الأمر بذكره القرائن والوثائق ومن الناحية الفنية وتصرح بأنه كانت لنظام الملالي خلال سنوات طويلة (على الأقل بين 2003 و2009) نشاطات لإنتاج السلاح النووي بشكل منسق في مختلف أجزائه.
والحكم صادر عن أعلى مرجع دولي ورسمي تابع للأمم المتحدة من الناحية الفنية، مرجع يتحدث بإسم المجتمع الدولي والخبراء الدوليين وحتي الآن رأيه وكلامة كانا فصل الخطاب للعديد من المسائل الدولية والآن هذا المرجع يأتي بكلام محدد حول الصراع الرئيسي هذا.
هذا التطور يمثل التقدم بالإتفاق النووي، أي تنفيذه وخطوة جدية لتجرع خامنئي كأس السم وللبرنامج النووي للنظام.
إذن هذه التطورات هامة جدا ، حسم الموضوع النووي منذ توقيع النظام على الإتفاق ومع بروز آثاره حاليا ولكنه ليس موضوعا غير محسوم.
لكن ما يقع على طاولة خامنئي كتحد جدي هو موضوع سوريا ومصير بشار الأسد.
ووصلتنا أنباء هذا الأسبوع حول الأزمة السورية وطرحت ملاحظات تنوه بالأزمة وأهميتها للنظام. على سبيل المثال رأينا أن أبدى رفسنجاني خوفه الشديد من الفخ المنصوب للنظام في سوريا و إلى ذلك أكد محمد مهدي رهبري املشي النائب في برلمان النظام يوم 8 كانون الأول حول هذا الأمر قائلا: ” سوريا التى دخلنا الساحة من غير مباشر، يجب أن نميز بين عصابات الإرهاب والشعب السوري المعارض لحاكم سوريا.
إن كان الشعب السوري يؤيد حكومته فلم يفسح المجال لدخول الإرهابيين وإنما يتصدى لهم.
قبل ظهور داعش والتكفيريين كان حزب البعث السوري يقمع المسلمين بلارحمة وقبل حوالي 30 سنة هذا الحزب نفسه، باستخدام المدفعية والدبابة والمروحية ضرج المسلمين في حمص بداخل الجامع وخارجه ممن كانوا غالبيتهم من الإخوان المسلمين بالدماء، أبادوهم، حكام سوريا من حزب البعث يمثلون أقلية من سوريا ممن ليسوا محل ثقة لغالبية الشعب السوري، عندما كان السيد بشار الأسد يريد منصب الرئاسة لم يحظ بالشروط اللازمة حسب الدستور السوري وغيروا الدستور من أجله ليتمكن تبوء المنصب الرئاسي. جنابه لم يكن تابعا للقانون وإنما جعل القانون تابعا له.”
طبعا هناك قضية الإنتخابات وتسوية الحساب بين زمر النظام و...إلا أنها ليست كل الموضوع. بينما تحدث رفسنجاني عن دوامة وقال إننا تورطنا فيها بسوريا، فخامنئي يعدها نقطه قوة لنظامه قائلا: ”إننا استطعنا نقل سواترنا إلى البحر المتوسط وحفظ النظام بهذه الطريقة”.
وسبق أنه عندما إندلع موضوع استخدام بشار الأسد الكيمياوية بشن هجماته في دمشق وكاد أن يتعرض لهجوم عسكري من جانب المجتمع الدولي، فأتى مجددا رفسنجاني متسائلا ”كيف يمكن الدفاع عن حاكم يقصف شعبه بالسلاح الكيمياوي” وبالمقابل هجمت زمرة خامنئي عليه قائلة ”إن ما تقوله يعارض أمن النظام”.
وفيما النظام يدعي بأنه يتقدم بخط المقاومة والجبهة الشعبية في سوريا ويؤكد على خطه الأحمر بشار الأسد فنرى في برلمان النظام ما يطرح ضد بشار الأسد وأبيه وقتله الناس وأن الناس لايريدونه.
وعندما وصل الأمر إلى هذه الحدود فلا يخلص في موضوع الإنتخابات بل يشير إلى المرحلة النهائية للنظام ويدل على وضعية النظام المتدهورة بعد تجرع كأس السم، سواء السم النووي أم السم السوري أو الإقليمي.
وطبعا ما يجري من صراع حاد بين رموز النظام ليس الا كسب الهيمنة ما بعد مصرع خامنئي الامر الذي اصبح هاجس هاما وسط كبار النظام ولكن الامر الاهم هو انه تجرع كئوس السم ليس فقط يضر خامنئي بل يسود النظام برمته وهناك ايام واشهر امامنا وستنرى كيف يعمل السم في جسد نظام الملالي المتهرئ ...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق