الأربعاء، 30 ديسمبر 2015

هذه كلها غيض من فيض!!



العقارب و الافاعي السامة تهاجم بعضها


خوف وذعر ملالي طهران وخاصة مابعد الاتفاق النووي اصبح معروف لدى القاصي والداني ولكن هذه الايام وخاصة مع اقتراب موعد ما يمسمى بانتخابات مجلس الخبراء! وكذلك مجلس النواب ! في ايران ، زمر النظام تقرع علي الطبول لاجل كسب حصة الاسد من الانتخابات ولكن الاهم هو ليس كسب الحصة بل خوفا وذعرا من مستقبل النظام المظلم في وسط اقتصاد منهار وشعب ضارق ضرعا من ظلم النظام بعد مضي 37 عاما ولم يراي انفتاح وهذه نماذج من اقوال وعبارات ملالي طهران :
«فتنة أكبر» و «فتنة 2015» و «العبرة من الفتنة 2009» و «مثيري الفتن» و «الفتنة القادمة» و «فتنة العدو» و «فتنة أخرى» و «جلبة الفتنة» و «ورطة الفتنة» و «مثيري الفتن والمشاغبين» و «أصحاب الفتن والمشاغبين» و «مواجهة الفتنة» «اضطرابات الفتنة» و «بلوغ الفتنة و الشغب» و «قضايا الفتنة» و «مسير الفتنة» و «الفتنة والنفاق». 



هذه كلها غيض من فيض..  نماذج من مئات المرات لتكرار مفردة «الفتنة» في صلوات الجمعة وما تنشره وسائل الاعلام الحكومية خلال 24 ساعة نقلا عن قادة ورموز النظام. فهل بقي جانب آخر من الخوف الذي يستولي النظام من الفتنة (الانتفاضة) لم يرد تعبيره خلال هذه الكلمات العديدة؟ ابداء الخوف والذعر من الفتنة التي هي اسم مستعار للانتفاضة ليس بالأمر الجديد ولكن السؤال الذي يطرح نفسه هو لماذا تعالت نغمة الخوف هكذا في هذه الأيام لدى النظام؟
للاجابة من الضروري طرح سؤال أساسي آخر:
عندما يتحدث قادة نظام ولاية الفقيه عن الفتنة ويتناغمون في جوقة الخوف فماذا يقصدون في الأساس؟
واذا وضعنا تصريحاتهم الهائلة بشأن «الفتنة» جنبا الى جنب فنصل الى معنيين مختلفين ولكنهما مربوطين بعضهما للبعض. هذه المفردات استخدمت بدلا من الانتفاضة الشعبية. المقصود من «الفتنة 2009» هي الانتفاضة في عام 2009 حيث بلغت ذروتها في يوم عاشوراء عندما انطلق شعار «الموت لمبدأ ولاية الفقيه» وزعزع أركان نظام الولاية حيث شعر رعشة السقوط. اذن كلما نسمع مفردة الفتنة على لسان رموز النظام يجب أن نفهم منها الانتفاضة الشعبية..
ولكن مفردات مثل «مثيري الفتن» أو «أصحاب الفتن» هي تدل على توجيه اتهام من زمرة ضد الزمرة المنافسة لها. توجيه اتهام ضد قادة الزمرة المنافسة بأن معارضتكم و عراقيلكم قد مهدت الطريق «للفتنة» (الانتفاضة). وعلى سبيل المثال وبعد الانتفاضة العارمة في عاشوراء عام 2009 قال الملا علم الهدى ممثل خامنئي وخطيب صلاة الجمعة  في مدينة مشهد مذعورا «الحراك في يوم عاشوراء كان قائده مجاهدي خلق ». انه وبهذه العبارة أراد أن يحذر الزمرة المنافسة من أنه لو لاتتوقف عن المواجهة في الصراع للسلطة فان الرابح الميداني سيكون مجاهدي خلق.
هذان المدلولان المتفاوتان ولكنهما مربوطان يبرزان في تكرار مفردة «الفتنة» على لسان رموز و عناصر النظام.
من أحدث النماذج هو تصريحات الملا رسايي عضو برلمان النظام في 24 ديسمبر في مدينة قزوين حيث أشار الى «همسات تسمع على غرار الفتنة 2009» وقال «هناك أساليب مختلفة للنفوذ يستخدمها الأعداء ويجب توخي الحذر من الآخطار التي تهدد الثورة الاسلامية». انه شن هجوما عنيفا على رفسنجاني وأكد «الفتنة لم تتوقف والفتنة الرئيسية والقادمة هي الفتنة الأكبر... الفتنة الأكبر بصدد القضاء على ولاية الفقيه». (وكالة أنباء قوات الحرس 25 ديسمبر) وبذلك أبدى الملا رسايي ذعره ازاء الانتفاضة وجعل ذلك وسيلة لاحباط معنويات الزمرة المنافسة. وهذا كان نموذجا آخر من الربط بين المفهومين المتفاوتين من «الفتنة».
ولكن أبرز وأحدث نموذج هو تصريحات الملا احمد جنتي سكرتير مجلس صيانة الدستور في صلاة الجمعة بطهران يوم 25 ديسمبر. انه أبدى خوفه من «الفتنة 2015» وهجم على رفسنجاني وروحاني وربط الفتنة بالصراع الفئوي والصراع الانتخابي وأكد قائلا «لا تقللوا من أهميه الفتنة... سواء كان عام 2005 أو عام 2015 أو في المستقبل». الملا جنتي أكد على أهمية الانتخابات وقال «القضية الأخرى التي نواجهها هي مسألة الانتخابات وهي قضية مهمة للغاية» مبديا تضجره من ارتفاع عدد المترشحين في مجلس خبراء النظام حيث جاء بتوصية رفسنجاني وقال: . في مجلس الخبراء ازداد عدد المترشحين وفي البرلمان أيضا ويتصاعد. وهذا الأمر يثير الريب لديّ . كما لوح الى رفسنجاني وروحاني باستخدام «حق الناس» وآضاف قائلا:
«القائد المعظم أدلى بموضوع وتذرع به الشياطين وبدأوا استغلاله بأن ذلك حق الناس.. ماذا يعني هذا؟ أي كل من سجل فيجب تأييده وله الحق أن يدخل البرلمان. اذن ما معنى القانون؟ بينما حق الناس هو أن لا يسمح لوصول هكذا رجال ممن يعملون ضد الناس الى البرلمان وهذا هو حق الناس. الاشراف الاستصوابي هو حق الناس. وقال القائد المعظم ان الرقابة الاستصوابية هي من المصاديق الأعلى لحق الناس...».
وبذلك وصف جنتي رفسنجاني وروحاني بالشيطان اللذين يستخدمان عبارة «حق الناس» وصعد من الصراع الانتخابي أكثر مما مضى.  وقبل جنتي كان الملا صديقي قد أبدى قلقه من الفتنة وربط الانتفاضة بالصراع الانتخابي وشن هجوما على رفسنجاني وقال: «هذه الأيام أيام خطيرة. لم يكن يظن المرء أن يأتي يوم يقلق فيه من أن الثورة تتعرض للخطر من قبل بعض المعممين واضاف باستخدام  كلمة الشيطان:اليوم مخاوفنا ليست من الخارج وانما من داخلنا ومن المعممين. لم يكن لدينا مخاوف في بداية الثورة من المجموعات وانما من أنه تمكن الشيطان من اغوائنا وجعلنا نتنازع فيما بيننا وكأننا نصطف لكي نقضي على بعضنا البعض».
والآن اقتربنا الى الاجابة على السؤال الذي طرحنا في البداية. كان السؤال: « لماذا تعالت نغمة الخوف هكذا في هذه الأيام لدى النظام؟ الجواب الذي نحصل عليه من خلال تصريحات قادة النظام«في الايام الخطيرة» للصراع الانتخابي فان خطر الانتفاضة الذي يمكن أن يندلع بسبب الشرخة في قمة النظام في ظل حضور قوي للمقاومة الايرانية  هو الذي قد أخاف النظام. ذلك الخطر الذي يهدد «الثورة الاسلامية» حسب تعبيرهم و«هو بصدد القضاء على ولاية الفقيه».

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق