الاثنين، 28 ديسمبر 2015

مقتطف من مواقف السيدة مريم رجوي في عام المنصرم





خلال ربع قرن مضى ولاسيما بعد عام 2003 لم يكن النظام الإيراني يواجه أمام تطاولاته على دول المنطقة أي مانع من قبل القوى العظمى أو دول المنطقة.
إن مبادرة الدول العربية في تشكيل تحالف اقليمي والتصدي لاحتلال اليمن كانت أول حاجز موضوع أمام هذا النظام وعملائه في هذا البلد. 
هذه المرة مسكت الدول العربية زمام الأمور بدلا من التطلع إلى أمريكا وتصدوا لخطر راح أن يبلي المنطقة برمتها بما آل اليه مصير كل من سوريا والعراق. وهذه التجربة أثبتت أن الحل لمشكلة المنطقة يكمن في إبداء الحزم أمام هذا النظام.
هذه السياسة يجب أن تُعمّم في كل المنطقة البتة وأن تتواصل حتى طرد النظام وتابعيه من المنطقة جملة وتفصيلا. 
 

لأنه اذا تم إعادة هذا النظام إلى داخل الحدود الإيرانية، فعملية إسقاطه نوعيا تأخذ وتيرة أسرع.
وأما الموضوع الرابع فهو ضرورة وجود بديل فكري ثقافي لمواجهة التطرف.
تعلمون أن مواجهة التطرف، إضافة إلى الجوانب العسكرية والاستخبارية والسياسية هي بحاجة إلى علاج مضاد دينيا وثقافيا. يجب إيضاح حدود الإسلام الحقيقي والكشف عن استغلال الإسلام من قبل المتطرفين خاصة النظام الإيراني وتجفيف مكامن نفوذه.
وأنتم تعلمون أن في إيران أوضحت منظمة مجاهدي خلق الإيرانية في جهد دؤوب خلال نصف قرن من حياتها أن المتطرفين هم ألد أعداء الإسلام وأن أعمالهم ورؤاهم لا تمت للقرآن بصلة اطلاقا ويجب استعادة الإسلام من أيدي المتطرفين.
إننا وفي مواجهة ولاية الفقيه والخلافة الإسلامية نستند إلى القرآن الذي يقول لا إكراه في الدين.
الإسلام وحسب ما يؤكد القرآن الكريم جاء لتخليص الناس من الأغلال والقيود.
وما يقدمه المتطرفون تحت عنوان الشريعة، لا هدف لهم سوى كسب السلطة أو الحفاظ عليها باللجوء إلى القوة.
إن مجاهدي خلق وبهذا الفكر لعبوا دورا حاسما في هزيمة نظام ولاية الفقيه ثقافيا وفكريا وجعلته في عزلة اجتماعية بصفته راعي التطرف الإسلامي في إيران. انه جزء من الحل النهائي للمعضلة الأساسية التي تعاني منها المنطقة. 
الموضوع الخامس هو استراتيجية التغلب على التشدد.
خطابنا هو أنه طالما الملالي حاكمين في إيران، فان التطرف الإسلامي يتواصل بأشكال مختلفة ويظل يهدد دول المنطقة.

الحل النهائي ولو هو يكمن في إسقاط النظام الإيراني على أيدي الشعب الإيراني والمقاومة الإيرانية ولكنه ولتحقيق هذا الهدف توجد ثلاث خطوات أمام دول المنطقة:
أولا - إسقاط ديكتاتورية سوريا حيث أصبح اليوم في متناول اليد أكثر من أي وقت مضىى.
في سوريا يجب ترجمة ما تم تطبيقه عمليا من مبادرة في اليمن أي تسليح الجيش الحر وفرض منطقة لحظر الطيران.
لو كانت أمريكا وفية بما أعلنته خطا أحمر لها بشأن الابادة الكيمياوية في سوريا لما بلغت هذا الحد، أبعاد الخسائر البشرية والمادية في الحرب في سوريا .
والآن تحظى الدول العربية بموقع يمكّنهم من تعويض هذه الخسارة العظيمة.
ثانيا - قطع دابر النظام الإيراني من العراق وهذا يمثل أكبر ضربة على التطرف.
يجب طرد قوة القدس والميليشيات التابعة لها وغيرهم من أزلام النظام الإيراني الذين توغلوا في عهد المالكي في الأجهزة السياسية والعسكرية والأمنية والاقتصادية العراقية ويجب قطع أذرع النظام الإيراني من العراق.
ثالثا - الخطوة المهمة الأخرى هي دعم المقاومة الإيرانية المعارضة الرئيسية لنظام الملالي.
وهناك حلقة مهمة للغاية في هذه الضروريات وهي تأمين الحماية واحترام حقوق مجاهدي خلق في ليبرتي.
ما مر بأعضاء منظمة مجاهدي خلق بالعراق منذ عام 2003 فصاعدا، كان في خدمة النظام الإيراني وفتح الطريق لمد التشدد. 
ومثلما أكد 5.200.000 من أبناء الشعب العراقي في بيانهم عام 2006، ومثلما أعلن ثلاثة ملايين من شيعة العراق عام 2008، فان مجاهدي خلق كانت أهم حاجز سياسي وثقافي مقابل مد ونفوذ التطرف. ومن هذا المنطلق انهم دعوا الجميع إلى تشكيل جبهة شاملة ضد منبع الارهاب والتطرف المتمثل في حكم الملالي في إيران.
المؤخرة:
أيتها الأخوات العزيزات وأيها الأخوة الأعزاء!
إني وجهت دعوة العام الماضي هنا إلى تشكيل جبهة موحدة ضد ولاية الفقيه والتطرف لإنقاذ المنطقة من شر هذه الظاهرة المشؤومة.
اليوم أصبحت ضرورة تشكيل هذه الجبهة أكثر مما مضى واننا بصفتنا ممثلين عن شعوب المنطقة نحمل على عاتقنا واجبا ثقيلا في تعزيز وتوسيع تلك الجبهة.
علينا أن لا نسمح بأن تنحرف الأنظار عن المنبع الرئيسي لخلق الأزمات في المنطقة أي النظام الإيراني.
اليوم يعيش نظام الملالي أزمة شاملة. الواقع أن الشعب الإيراني يريد تغيير هذا النظام.
الزاعمون لـ «الاعتدال والوسطية» داخل النظام مثل الملا روحاني هم شركاء مع الزمر الأخرى لهذا الحكم في ممارسة القمع وتصدير الارهاب وحكم ولاية الفقيه ولا فرق بينهم في هذا المجال.
يجب أن أقول إن إنقاذ بلداننا وشعوبنا من هذه الظروف الظلامية والمروعة أمر ممكن وقابل للتحقيق.
حان الوقت لكي تنهض كل الشعوب ودول المنطقة للتكاتف والتضافر مع الشعب الإيراني والمقاومة الإيرانية لوضع حد للكارثة التي حلت بالمنطقة بأسرها وبإيران.
دمتم موفقين.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق