الأربعاء، 19 أغسطس 2015

أفضل وسيلة للدفاع هو الهجوم


المشکلة الکبرى و المستعصية لطهران إنها تجد نفسها محرجة أمام حلفائها و أتباعها في المنطقة بعد أن إنکسرت هيبة المرشد الاعلى بتخطي خطوطه الحمر خصوصا وان هنالك الان مايمکن وصفه بحملة مضادة للنفوذ و الهيمنة الايرانية في المنطقة حيث إن أهم معالمها مايجري في اليمن و العراق و سوريا٬ إذ إن الاحداث و التطورات في اليمن و العراق و سوريا، يبدو من الواضح جدا بإنها تسير في إتجاه لغير صالح طهران، وخصوصا في اليمن حيث تصورت طهران بإنها ستقفز من هناك الى بلدان الخليج الاخرى رويدا رويدا، لکن الهزائم المنکرة التي ألحقت و تلحق بحلفائه في اليمن، قلبت السحر على الساحر کما يقال، وان حالة الصمت و الحيرة القاتلة في الاوساط السياسية الحاکمة بطهران تجسد مدى التوتر و القلق و التوجس من تطورات و أحداث اليمن.

في العراق، حيث تشتد التظاهرات و نرى فيه تراجعا واضحا للعديد من التيارات الموالية لطهران الى جانب تصاعد المد الوطني في العراق و الرافض للتدخلات الايرانية و الغاضب بشدة على الفساد المرافق لهذه التدخلات، والتي کانت قد وصلت لذروتها في عهد سئ الصيت و السيرة و النوايا نوري المالکي، وان الاحداث و التطورات في العراق تسبب هي الاخرى مصدر أرق و صداع لطهران و إنها تراقب تراقب الامور في العراق عن کثب و بتصور و إعتقاد المراقبين السياسيين فإن طهران قد لاتترك الحبل على غاربه في العراق خصوصا وان لها أکثر من تجربة بهذا الصدد.
حالة القلق و التوجس و التراجع التي يشهده النفوذ الايراني في المنطقة و الضعف الواضح الذي بدأ يعتري تحرکات و نشاطات نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية في المنطقة،ارتفاع وتيرة المشاحنات داخل النظام حول الاتفاق النووي حيث عمق الشرخ بين الجناحين خامنئي ورفسنجاني حتى التفكر بالتراجع من الاتفاق والتي سبق وان أکدت زعيمة المعارضة الايرانية مريم رجوي و عشية إعلان الاتفاق النووي بين الدول الکبرى و إيران في 14 تموز الماضي، بأن النظام في أضعف حالاته ولذلك فإنه يقدم التنازلات و يتجاهل الخطوط الحمر للمرشد الاعلى للنظام علي خامنئي، غير إنه من الضروري جدا أن يتم الاستفادة من هذه الحالة و أن لايسمح لهذا النظام بالنهوض مرة أخرى على قدميه کي يواصل تهديداته لدول أخرى و يوسع من تدخلاته أکثر فأکثر.
المطلوب من القوى و الشخصيات الوطنية و المثقفين و الذين يتحلون بالوعي السياسي أن يبادروا من أجل تصعيد حدة المواجهة مع هذا النظام الذي إستخف بکل المعايير و تمادى في تدخلاته و عبثه بأمن و إستقرار المنطقة، وان أفضل وسيلة للدفاع هو الهجوم وان مواصلة المواجهة و العمل على المزيد من فضح مخططات و مٶامرات طهران المشبوهة ضد شعوب و دول المنطقة و هدفها الخبيث من أجل زعزعة الاوضاع کي تتصيد في المياه العکرة، واجب وطني و أخلاقي مفروض على کل فرد يحب وطنه و شعبه و يغار على مصالحهما العليا.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق