الأربعاء، 1 فبراير 2017

تفاؤل حذربإذابة الجليد بين إيران والعرب...

زيارة وزير خارجية الكويت لإيران
بقلم :سمية مابيزاري
01-02-2017
لقد خلقت زيارة وزير خارجية الكويت صباح خالد الحمد الصباح لإيران، يوم الأربعاء -25 يناير 2017-، "تفاؤلاً حذراً" بإذابة الجليد الذي كسى العلاقات بين طهران والخليج، وفتح "ثغرة" في الحائط المسدود بين الجانبين.
وقد تضمنت هذه الرسالة، حسب تصريحات الجار الله لـ "سكاي نيوز عربية" أسس الحوار بين دول الخليج العربية وإيران، وسط التأكيد على وجوب أن تبنى العلاقات بينهما على ميثاق الأمم المتحدة، ومبادئ القانون الدولي الخاص في العلاقة بين الدول."  

فبالرغم من ترحيب الرئيس الإيراني روحاني بهذه المبادرة، غير ان المثل شيء، والواقع له حيثيات أخرى. لنتذكر رسالة رفسنجاني نفسه، وهو جزء من تأسيس النظام الايراني، وعراب وصول خامنئي الى منصب المرشد وهو يتحدث عن "نكث النظام الإيراني بالاتفاق الذي ابرمه مع السعودية" وذلك عبر تدخلاته السافرة في المنطقة التي تزايدت في الآونة الأخيرة مما زاد من استياء الخليجيين من سياسية إيران العدائية حيال دولهم، ومحاولتها خلق حالة من الفوضى وزعزعة الأمن فيها، لاسيما البحرين بمطالبتها بتبعيتها لها، وإذكاء الفتنة الطائفية بين شعوب الخليج، إلى جانب زرع خلايا إرهابية إيرانية في المملكة. بالإضافة إلى عمليات الاغتيال التي طالت الدبلوماسيين والاعتداء على السفارات. كالاعتداء على السفارة السعودية في طهران، ما أستدعى السعودية في يناير/كانون الثاني 2016 الى قطع علاقاتها الدبلوماسية مع إيران وسحب سفراءها منها وحذت حذوها بعض دول الخليج العربية تضامنا مع المملكة.
وتتهم معظم دول الخليج، وفي مقدمتها السعودية إيران، التي تمتلك سياسات متصارعة مع السياسات الخليجية في ملفات إقليمية، أبرزها الأزمتان السورية واليمنية، بالتدخل في شؤونها من خلال التآمر على أمنها الوطني وبث الفرقة الطائفية بين مواطنيها في انتهاك لسيادتها واستقلالها ولمبادئ حسن الجوار والأعراف والقوانين الدولية. 
فكما جاء على لسان وزير خارجية الكويت "الجبير" -بحسب موقع الخليج أون لاين- أن "المشاكل بدأت في المنطقة منذ ثورة الخميني عام 1979، وعلى إيران أن تغير سياساتها، وتلتزم بالقوانين الدولية وحسن الجوار"، وأضاف أن إيران "تزرع الخلايا الإرهابية في المملكة ودول المنطقة، وحاولنا إقامة علاقات جيدة معها، لكنها تتمادى في التدخلات".
كما أكد أن تدخل المملكة ودول الخليج العسكري في اليمن، ضمن التحالف العربي لدعم الشرعية في عام 2015، جاء "لردع إيران وحزب الله"، وأشار الوزير إلى أن "دول الخليج تحركت إيجابيًّا لحل الأزمة في اليمن".

وزير خارجية السعودية عادل الجبير

وتأتي هذه الاتهامات في إطار عدة تصريحات أطلقها قادة النظام الإيراني، فقد اعتبر قائد فيلق القدس، قاسم سليماني ان تدخل إيران في سوريا والعراق مصدر "الامن والاستقرار" في إيران، فيما توعد ممثل خامنئي في فيلق القدس ب "الثأر" لقتلى إيران في سوريا من دول عربية على راسها السعودية.  
وكثيراً ما واجهت إيران اتهامات خليجية بأن برنامجها النووي يشكل تهديداً لأمن المنطقة، فبالرغم من توقيعها للاتفاق النووي الذي يعد من اهم إنجازات الرئيس السابق باراك أوباما عام 2016 الا انها لم تتوانى في استفزازاتها للعالم الغربي بدءا من أمريكا ومرورا بحلفائها.
وكان ترامب قبل توليه منصبه قد وصف الاتفاق النووي مع إيران بالكارثة، كما تعهد بوضع حد لتجاربها الصاروخية حيث أطلقت وقبل بضعة أيام صاروخا باليستيا متوسط المدى. وصرحت على إثر ذلك السفيرة الامريكية لدى الأمم المتحدة نيكي هايلي بعد اجتماع مغلق لمجلس الأمن إن ذلك الأمر "غير مقبول مطلقا".



لذلك لم يبق أدني شك من ان إيران اصبحت في خطر داهم ’ بعد ان شخصت علنا كمنتج ومُصدِّر للإرهاب في جميع ارجاء العالم’ وان معاقبتها بالطرق الملائمة وتحجيم دورها ’ سيعيد الامن والسلام الى كل ربوع العالم’ وذلك ما سيفعله ترامب حتما والذي وعد ب "تمزيق" الاتفاق النووي الايراني’ فهو يبدو انه جاد وقد عقد العزم خاصة بعد ايفاءه بوعوده التي قطعها على نفسه 'حتى الان.



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق