الاثنين، 30 يناير 2017

نهاية العصر الذهبي لملالي إيران


صلاح وليد
31-1-2017
مرت ايام معدوات من تسلم الادارة الامريكية الجديدة الحكم، الإجراءات، الخطط والموافقات على القرارات المبرمة لمدة محدودة من قبل الرئيس ترامب، اذهلت حكام طهران .
 وفي أول رد إيراني على تنصيب دونالد ترامب رئيساً للولايات المتحدة الأميركية، هدد علي أكبر صالحي، رئيس منظمة الطاقة النووية في إيران، بأن بلاده مستعدة للرجوع إلى ما قبل الاتفاق النووي وبوتيرة أسرع، في حال ما أقدم الرئيس الأميركي الجديد بنقض الاتفاقية.

كانت ولاية اوباما بالنسبة لملالي طهران حسب رموز النظام «عصراً ذهبياً » ولم تلقَ استفزازات إيران أي رد فعل من أميركا، بل بقيت واشنطن صامتة ومتجاهلة لتصرفات وتصريحات إيران، وبقي أوباما مع أعضاء إدارته ملتزمين بالتصرف ببرود إزاء العقوبات غير النوويّة. فبالرغم من استعراض إيران لقوتها العسكرية وأجراءها مناورات حربية قبل نهاية 2016 بأيام قليلة الا ان أميركا كانت تعيش أرقاً بعيداً عن مناورات إيران
ولم تهتم إيران باتفاقها مع أميركا، وأكثر من ذلك اوحت جميع تصرفاتها بأنها لا تقيم أي اعتبار لقوة أميركا، وبينما كان يجري التفاوض حول 'خطة العمل المشتركة الشاملة' وتنفيذها، حرصت إيران على إغراق سوريا بالمستشارين الإيرانيّين مع الميليشيات الشيعيّة التي استقدمتها من أفغانستان، وهذا ما أتاح لها السيطرة وبقوة على الأرض في سوريا، وإزاحة الأسد من الخريطة العسكرية لصالح ميليشياتها، ما يعني سياجاً عسكرياً حول إيران اكتمل مع تدخلها الواضح والكبير في العراق بطريقة الميليشيات الطائفية أيضاً، ما جعل وزارة الخارجيّة الأميركيّة تجدد تصنيف إيران كدولة رائدة في مجال رعاية الإرهاب في العالم في يونيو/حزيران العام الماضي.

الميليشيات الطائفية

 ولا يحتاج الأمر إلى إثباتات، إذ أبدى المشاركون بجلسة مجلس الأمن حول تطبيق الاتفاق النووي قلقاً متزايداً من سعي إيران المحموم لمواصلة تصدير الأسلحة للميليشيات الطائفية في سوريا ولبنان واليمن، وعملها على زعزعة الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط
وقال تقرير سري في 9 يناير 2017 إن بان كي مون، الأمين العام السابق للأمم المتحدة، أبلغ مجلس الأمن قلقه من احتمال أن تكون إيران قد خرقت حظرا على السلاح بتزويدها حزب الله اللبناني  بأسلحة وصواريخ، جاء قلق  بان كي مون بعد اعتراف حسن نصر الله الأمين العام لحزب الله بأن ميزانيته، رواتبه، أسلحته وصواريخه تأتي كلها من إيران.
وحسب محللين أميركيين وسياسيين فإن على إدارة ترامب التحرّك وبسرعة من اجل الضغط لتفعيل حظر السفر الذي فرضته الأمم المتّحدة على شخصيّات أساسيّة في القيادة الإيرانيّة، مثل قاسم سليماني، بالإضافة إلى ضرورة اتخاذ إجراءات صارمة ضد إيران لإطلاقها صواريخ بالستيّة واستمرار شحنات الأسلحة المرسلة إلى اليمن، والأهم من كل هذا وفي حال استمرت إيران في انتهاك ما جاء في الاتّفاق النووي، فسيتعين على الولايات المتّحدة أن تكون مستعدة للتخلي عن هذا الاتّفاق.

فوكس نيوز: النظام الإيراني خالف القرارات الأممية وأطلق صاروخ باليستي


كما وقد صرحت الرئاسة الاميركية في بيان ان ترامب والعاهل السعودي اتفقا ايضا على ضرورة التصدي 'للانشطة الايرانية المزعزعة لاستقرار' المنطقة ووجوب محاربة 'الارهاب الاسلامي المتطرف'.
دونالد ترامب متحدثا عبر الهاتف مع العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز

وما يسترعي الانتباه هو ما سيترتب على تغيير القيادة السياسية الامريكية من ناحية تركيبة وميزان القوى داخل نظام الملالي شاء ذلك أم أبى، فمع تفاقم الضغوطات والعقوبات ستصبح التصدعات أكثر داخله. ان زمرة المغمومين الذين كانوا يترجحون ترامب مقارنة بكلينتون في انتخاب بين سوء وأسوأ بدأوا تأوهاتهم منذ الآن ووجهوا اللوم الى روحاني وحكومته مرددين -ألم نقل انه لايجب ان يضع كل شيء رهينة للتعامل مع امريكا؟! ولابد ان تجيب الزمرة الأخرى ألم نقل ان اوباما كان فرصة فريدة وغير قابلة للتكرار وطالما هو موجود علينا ان نحسم أمورنا مع امريكا ونحسم إتفاقيات لاحقة؟!
ان هذا الصراع الذي عشية مسرحية انتخابات النظام سيتفاقم وستتوفر بذلك الأرضية المناسبة لإضعاف نظام الملالي بأسره أكثر فأكثر خاصة مع دخول المزيد من الناس إلى الساحة لجرف كلتا الزمر الحاكمة خاصة خلال الإنتخابات المقرر اجراءها في حزيران/ يونيو 2017 مثلما حدث خلال انتفاضة عام 2009.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق