الجمعة، 3 فبراير 2017

مناطق آمنة في سوريا بعد ست سنوات


عاد الحديث من جديد عن إقامة مناطق آمنة في سوريا بعد ست سنوات من عمر الثورة السورية، وهي أحد المطالب التي نادى بها المتظاهرون السوريون في أيام الحراك السلمي.
دفعت ويلات الأزمة السورية بحوالي 5 ملايين شخص إلى خارج البلاد، وتسبَّبت في نزوح 7 ملايين آخرين داخلياً. وإن لم يتم إيقاف هذا الرحيل الجماعي، سيُحكَم على سوريا باضمحلال نهائي لا رجوع فيه.
ما تناوله دونالد ترامب بصدد رغبته في إقامة منطقة آمنة في سوريا، جاء في سياق الحديث عن محاربة المهاجرين والذي كان ولا يزال شغله الشاغل. فما وعد به أثناء حملته الانتخابية يحاول أن يقدمه بطابع التزام جدي من خلال إدراجه ضمن ما يُعرف بتقليد أول تسعين يوماً بعد الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة الأميركية.


وقد جدد الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الأربعاء، تأكيده أنه "سيقيم قطعا مناطق آمنة في سوريا" من أجل إيواء الهاربين من العنف
وهذا وقد صرح متحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية "البنتاغون" إن الوزارة لم تتلق بعد أي خطط أو توجيهات بعد من البيت الأبيض تتعلق بإقامة مناطق أمنة في سوريا.
والغريب هو موقف بشار المجرم حيث جاء رده عبر وزير خارجيته وليد المعلم، الذي رأى أن أي محاولة لإقامة مناطق آمنة للاجئين والنازحين دون تنسيق مع دمشق يعد عملا غير آمن، ويشكل انتهاكا للسيادة السورية، ويمكن أن تترتب عليه أعمال خطيرة، حسب تعبيره !!
أما تركيا فصرحت إنها ستدرس عن كثب مشروع الرئيس الأميركي لإنشاء مناطق آمنة في سوريا، أو في الدول المجاورة لها، لاستقبال النازحين السوريين. وقال المتحدث باسم الخارجية التركية حسين مفتي أوغلو خلال مؤتمر صحفي في أنقرة إن بلاده اقترحت منذ البداية إنشاء مناطق آمنة.
كما قال المحلل العسكري والإستراتيجي فايز الأسمر إن المناطق الآمنة يمكن إقامتها شمالي سوريا وجنوبيها؛ في الشمال على الحدود التركية والشريط الحدودي من عين ديوار إلى إعزاز. ورأى أن منطقة جرابلس-إعزاز التي تتواجد فيها قوات درع الفرات المدعومة من تركيا هي المؤهلة لإقامة المنطقة الآمنة لمساحتها الواسعة
 أما في الجنوب فعلى الحدود مع الأردن.
إقامة مناطق آمنة قد تزيد من التدخل العسكري الأمريكي في سوريا ويمثل انحرافا كبيرا عن نهج أوباما. وإذا قرر ترامب فرض قيود على الطيران" فوق هذه المناطق فقد يتطلب ذلك زيادة في حجم القوة الجوية الأمريكية أو القوة الجوية للتحالف. وقد يتطلب هذا أيضا نشر قوات برية لتوفير الأمن.
وينبغي السماح للمساعدات الإنسانية بالتدفُّق إلى داخل المنطقة بأسرع ما يمكن، إلى جانب الموارد اللازمة لبناء المساكن ومكونات البنية التحتية الضرورية الأخرى وإصلاحها. وقد اتخذت العديد من المنظمات غير الحكومية احتياطاتها من خلال تجهيز المعدات والمواد اللازمة والمزمع ارسالها عبر الجانب التركي.
ويشير'هاميش دي بيترون' الذي يعمل مستشاراً في منظمة خيرية طبية دولية تمارس أعمالها في سوريا.في مقال نشره بصحيفة 'الغارديان' البريطانية، إلى ما يمكن أن يتحقق من أمور إيجابية للسوريين فيما لو أصبحت لديهم مناطق آمنة، بدءاً من حمايتهم من قصف النظام، مروراً بحصولهم على الخدمات، أبرزها التعليم، ويبدي الكاتب تفاؤلاً بنية الرئيس الأميركي والجهود التي بذلت في أستانا لوقف إطلاق النار في سوريا. 
رغم تضارب الاراء بات خيار المناطق الآمنة بسوريا لحماية النازحين وضمان عدم انتقالهم لدول أخرى مطروحا بقوة، بعد تعهد الرئيس الأميركي دونالد ترمب بإقامتها، وأعلنت دول عربية وتركيا دعم خطته، أما روسيا فبدا أنها خففت معارضة هذا التوجه، واشترطت موافقة النظام السوري. الامر الذي طبعا لا يروق لملالي طهران الملطخة ايديهم بدماء الشعب السوري الابي ولكن المؤشرات المذكورة اعلاه تدل علي واقع خارج عن سيطرة ملالي طهران واصبحت مسألة إقامة مناطق امنة مسالة وقت لن يطول كثيرا قبل تنفيذها رغم عرقلة ايران وربيبها بشار السفاح ...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق