الخميس، 23 فبراير 2017

فيلق القدس واجهة ارهاب الملالي


صلاح وليد :
22/2/2017
شهد العالم ظاهرة جديدة لم يرى مثيلا لها من قبل، الا وهي تلك القوة التي تحافظ على إرهاب النظام الممنهج ، فالنظام الإيراني بنى استراتيجيته القائمة على الإرهاب لادامة عمره فنصب اسواره التوسعية خارج الحدود الايرانية لابعاد الحرب عنه نفسه كونه كان ولايزل يعرف انه سيواجه المجتمع الدولي والإقليمي عاجلاً ام آجلاً إن شاء ذلك أم ابى .
بعد انتصار الثورة الإيرانية عام 1979 ورفع شعار تصديرها لدول الجوار والعالم، عملت طهران على التخطيط لجمع المعلومات وتحديد نشاط المعارضين في الخارج بهدف تنفيذ عمليات اغتيالهم، للحيلولة دون كشفها وعرقلة مشاريعها التوسعية.

وبعد الحرب الإيرانية العراقية تم تأسيس "فيلق القدس" لتنفيذ المهمات الإرهابية الخارجية بقيادة قاسم سليماني الموظف في وزارة المياه الإيرانية سابقا والقائد في الحرس الثوري لاحقا . 
وبالرغم من أن الهدف المعلن من تشكيله كان لأجل تحرير فلسطين، إلا إنه سحق الشعوب العربية مدمراً النسيج الاجتماعي في لبنان، وقتل أطفال حلب، وذبح أهل السنة في العراق، حتى وصل إلى اليمن وأقصى آسيا، وبوابة شبه الجزيرة العربية الجنوبية، وحتى نيجيريا في إفريقيا، فأضاع طريق القدس ولم يعد يعرف إلا الدم المسلم والعربي فقط بينما كانت علاقته تشتد ترابطاً وقوة مع الشيطان الأكبر ومع اسرائيل ..
ففي عام 2011 تم الإعلان عن تأسيس "وحدة 400" التابعة لفيلق القدس لتكون مركز تنسيق العمليات الخارجية والتي ثبت تورطها في عملية اغتيال الدبلوماسي السعودي في كراتشي بباكستان عام 2011. كما تم القبض فيما بعد على خلية تضم إيرانيين اثنين في كينيا بإفريقيا، كانت تخطط لعميات إرهابية ضد المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا. وأثبتت تحقيقات الشرطة الكينية ارتباط الإيرانيين الاثنين بـ"وحدة 400 .
ويقدر عدد قوات فيلق قدس بـ (18000) مقاتل، وحسب وثيقة سنة 1998 لاتحاد العلماء الأمريكيين فان: "التركيز الأساسي لفيلق القدس هو تدريب الجماعات الإرهابية الأصولية الإسلامية" مثيرة بذلك النعرات الطائفية لأجل استغلالها للسيطرة علي شعوب المنطقة .
هذا الفيلق يتكون من عدة وحدات تتوزع مهماتهم فيما بينها حسب الدرجة القيادية والثقة، فهو النواة الأصلية لقوة النظام الفاشي في إيران والمسؤول عن تصدير الثورة الإيرانية الاتي نصها من الدستور الإيراني، كمحددات للسياسة الإيرانية الخارجية، وأبرز تلك الوحدات هي الوحدة (190) المتخصصة في تهريب السلاح والتكنولوجيا لوكلاء إيران في شتى ربوع الدول الاسلامية.
فالمعلومات تشير إلى أن فيلق القدس قام بتدريبات مستمرة في إيران ولبنان لمتطوعين شيعة، وفي منتصف (2012م) دفعت بهؤلاء في حرب طائفية في سوريا لقتال الثوار، وأبرز تلك التنظيمات الموجودة (عصائب أهل الحق) و (كتائب سيد الشهداء) و (ميليشيات حزب الله العراقي) علاوة على عشرات الآلاف من المقاتلين الإيرانيين واللبنانيين وكتائب الأفغان، ولذلك لا عجب أن تجد قائد حزب الله العراقي يتحدث عن إرسال مئات المقاتلين إلى صفوف الحوثيين في اليمن، فالتقارير من هذه الكيانات الثلاثة لا تقدم حتى إلى المرجعية الشيعية في العراق أو لحكومة بلادهم، بل تقدم إلى "فيلق قدس"، الذي يقدم بدوره تقريره إلى مجلس الخبراء عن (سوريا والعراق واليمن) كل شهرين.
وفي سياق متصل نظّمت المعارضة الإيرانية، متجسّدة في ممثّلية المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية،مؤتمرًا صحفيًا لكشف النقاب عن مراكز التدريب الخاصة بفليق القدس الإرهابي، الجناح الخارجي لإرهاب الحرس الثوري الإيراني، والذي يتزّعمه قاسم سليماني.
وأضاف جعفر زاده ممثل المجلس الوطني في امريكا أن، "قوات الحرس أسّست مديرية كبيرة في فيلق القدس، الذراع العامل خارج الحدود الإيرانية لتدريب مرتزقة النظام الأجانب"، لافتًا إلى أن "عملاء قوات الحرس، ولغرض تلقي التدريبات النظرية بشأن التطرّف والإرهاب، يجب دخولهم بداية في هذا المركز لتلقي تدريبات نظريّة".
وأوضح جعفر زاده أن "في الوقت الحاضر قوات الحرس الثوري بأكملها ضالعة في الحرب في سوريا والعراق... وأمريكا تصرف في الوقت الحاضر مليارات الدولارات لمحاربة داعش في  العراق، فيما تحظى قوات الحرس في العراق بحرية العمل"وفيما يخص نشاطات الحرس، قال إنها "هي التي فتحت الطريق أمام داعش في العراق وسوريا".
ثم تحدّث المعارض الإيراني عن أن قرار مجلس الأمن بخصوص تجريم فيلق القدس، يجب أن يشمل قوات الحرس بأكملها"، مشددًا على أنه يجب أن يتم طرد قوات الحرس من المنطقة كأول خطوة ضرورية لمعالجة الأزمات التي حلّت فيها"، باعتبار ان "قوات الحرس تعمل على التدخل العسكري والإرهابي في دول المنطقة، وتؤسّس شبكات لتنفيذ أعمال إرهابية كذلك". 
وأوضح جعفر زاده أن "قوات الحرس تشكّل العمود الفقري للمنظومة التي أُسِّست لحفظ الديكتاتورية في إيران؛ وفي الوقت الحاضر قوات الحرس بكاملها ضالعة في الحرب في سوريا والعراق، في الوقت الذي تفرض فيه سيطرتها على الشبكات الاجتماعية، وجيش السايبري، والبسيج، عن طريق دائرة الاستخبارات التابعة للحرس الثوري".
وعن اعداد ومراكز تدريب القوات, أوضح جعفر زاده أنه: "في مركز سمنان، يتم التدريب على إطلاق الصواريخ كصواريخ كاتيوشا، وصاروخ فلق، وسائر الصواريخ لعملاء فيلق القدس"، وأنه "في مركز بادينده بورامين يتم تدريب العناصر على أعمال فدائية، وداخل المدن أيضًا؛ كما ان هناك عناصر تتلقى تدريبات إرهابية، يتم عزلها في مواقع منعزلة كمركز بادينده الواقع في منطقة محمية من طرف قوات الحرس الواقعة بدورها بجانب مجموعة من مراكز سريّة لقوات الحرس". 
مضيفًا أنه "يجب اتخاذ جميع الإجراءات العملية الضرورية لاستئصال شأفة قوات الحرس، وطردها من المنطقة بشكل خاص؛ من سوريا والعراق واليمن"، لافتًا إلى وجود عملاء للنظام الإيراني من العراق وسوريا، ومن سائر الدول، ممّن يتلقّون التدريب في ثكنة (إمام علي)، ومؤكدًا أنه "خلال السنوات الماضية أدخل فيلق القدس عددًا من مرتزقته من أمريكا اللاتينية؛ منها من فنزويلا وأروغواي وبارغواي وبوليفيا".

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق