الأربعاء، 22 فبراير 2017

معاملات دبلوماسية او سم إقليمي



 صلا ح وليد :
 انشأ بتاريخ: 21 شباط/فبراير 2017
توجه حسن روحاني يوم الاربعاء 15 فبراير في رحلة ليوم واحد الى عمان والكويت. وصرح من مطار مهر آباد الدولي قائلا: هناك ظروف راهنة في العراق وسوريا، وخصوصا في اليمن ... سوف ننظر لوضع حد لإراقة الدماء." وأضاف روحاني: "إذا كان هناك سوء فهم  فسنقوم بتسوية الخلافات عن طريق التفاوض .كما صرح روحاني أن الحل للقضايا الإقليمية سيتم عن طريق الحوارعلي نمط " الخطة الشاملة العمل المشتركة (JCPOA) " اي الاتفاق النووي .

ومع أن الزيارة تقتصر على سلطنة عُمان ودولة الكويت، إلا أن محللين سياسيين اعتبروها بمثابة جس نبض لكيفية تعاطي دول الخليج مع ضغوطات الإدارة الأمريكية الجديدة ضد طهران، فيما رأى آخرون أنها ردة فعل تجاه التقارب التركي الخليجي .
ودعا حميد أبو طالبي، المساعد السياسي لروحاني، «الدول الصديقة» في الخليج، إلى استغلال الفرص، وذلك في ظل المخاوف المتزايدة في طهران من شهور صعبة مقبلة مع الإدارة الجديدة في البيت الأبيض.
وتأتي الزيارة وسط تصعيد أميركي حيال إيران، إثر تجربتها صاروخًا باليستيًا مؤخرًا. وقالت مصادر أميركية إن البيت الأبيض يدرس الخطوات المقبلة التي يمكن أن تتبعها إدارة دونالد ترمب.
ويذكر أن العلاقات بين دول الخليج وإيران شهدت تصاعداً حاداً في التوتر، منذ تأزم علاقات طهران والسعودية بعد حرق واعتداءات على السفارة والقنصلية السعودية في إيران، وردت السعودية على ذلك بقطع العلاقات الدبلوماسية مع إيران وطرد دبلوماسييها.
وتجدر الإشارة إلى تواصل اتهام دول الخليج لإيران بالتدخل في شؤونها الداخلية ومحاولة "تصدير ثورتها" للدول المجاورة وإثارة النعرات الطائفية والمذهبية في المنطقة.
كما وصفت صحيفة ايران (27 فبراير)، التابعة لحكومة روحاني بأنها زيارة إقليمية "مهمة واستراتيجية" ذات مصالح مشتركة لايران ودول المنطقة خاصة في أعقاب التغييرات في العلاقة بينهما.
ومن جانب آخر صرح المحلل السياسي الكويتي محمد الراشد في حديث لـ”عربي21" إن “الزيارة تأتي في سياق التطورات والمتغيرات في المنطقة ... وخصوصا فيما يتعلق بإدارة ترامب الجديدة وتصريحاتهم ضد طهران وخلاف الأخيرة مع روسيا في بعض القضايا بسوريا”.

 وعلى ضوء هذه المتغيرات، بحسب الراشد، فإن الإيرانيين يسعون لقراءة الموقف الخليجي منها، لافتا إلى أن إيران تحاول أن تستفيد من هوامش الموقف الأمريكي فيما يتعلق بترامب، ولذلك هم يريدون إجراء جولة استباقية لتخفيف أثر السياسة الأمريكية المرتقبة تجاه إيران مع دول الخليج.
 وأشار إلى أن إيران تقصد الكويت وعُمان لأن موقفهما معتدل بالنسبة لها، وكان لديها علاقة جيدة معهم، كما أن طهران تريد أن تعطي رسالة تطمين للكويت وخصوصا في التطورات الأخيرة مع العراق.
 وأعرب الراشد عن اعتقاده بأن إيران تحاول أن تعزل الموقف الكويتي والعُماني عن التصلب الخليجي الآخر، لافتا إلى أن الزيارة ممكن أن تشكل من هذه الدول وساطة لحل الأزمة مع السعودية، وأن يكون لهما دور في تبريد موقف الخليج تجاه طهران.

 من جهته قال الكاتب البحريني الدكتور إبراهيم الشيخ إن تحرك المشروع الإيراني يأتي جزء كبير منه كرد فعل على تقوية العلاقة بين تركيا والخليج من جهة وتركيا وروسيا من جهة أخرى، والذهاب إلى الكويت وعمان للعلاقة الجيدة بإيران بينهم لأنهما كانا الوسيط لأي مشكل تحدث بين طهران ودول الخليج .
ويقول أحمد إبراهيم من مركز اتلانتيك» للبحوثات ردا علي سوال تلفزيون سكاي نيوزحول نتائج زيارة روحاني بانها غير ناجحة لأن كل هذه الدول تشكك في النظام وتدخلها.ويعتقد ابراهيم أن هذه الرحلة دون جدوى، ودول الخليج تشكك في نوايا النظام الايراني ولم تبدى ايران أية نية حسنة ،النظام الإيراني هو باعث المشاكل الأساسية وتضعيف دول الخليج مثل البحرين والمملكة العربية السعودية والعراق وسوريا و يدعم مقاتلي حزب الله وأيضا الحوثيين. النظام الإيراني ليس جاد في نواياه ولكن يعمل وفقا لمصالحه .والعلامة إيجابية هو أن النظام الإيراني يجب أن ينسحب من جميع الدول العربية
هذه التطورات تشير إلى أن النظام الإيراني الآن يرى نفسه على وشك الاقصاء من سوريا قسراً ولاحقا من مناطق أخرى تشمل نطاق نفوذه في المنطقة، على هذا الأساس تجرع خامنئي كأس السم الاقليمي، وحتى زيارة روحاني لسلطنة عمان والكويت، ليست الا هروبا الي الامام، يأمل النظام من خلال هذه الزيارات انقاذ الجزء الضئيل من مصالحه التي اضحت تحت الأنقاض الناجمة عن انهيار "العمق الاستراتيجي" في سوريا. ولكن التطورات التي ستحدث في الأيام القادمة، ستكشف المزيد في هذا الصدد.

هناك تعليق واحد:

  1. في فطرة مماشات دولي وفي دورة اوباما النظام لم يحتاج التفاوض مع دول خليج التغيير سياسة خارجية واشنطن في المنطقه وخاصة علي النظام الايراني فرضهم بتعامل مع الدول

    ردحذف