الأربعاء، 22 فبراير 2017

صمود السجين هزم السجّان


بقلم م.مظفر 
انشأ بتاريخ: 22 شباط/فبراير 2017
ربما وصلت إلى مسماعكم اخبار الكثيرمن السجناء السياسيين في ايران ولكن قل ما سمعتم عن صمود السجين هازم السجان.
السجين الذي قضى سنوات عديدة من عمره في غياهب الزنازين المظلمة ليس له من نصيب سوى الالام والمعاناة والاستياء والتعذيب والتحقيروالاهانة ، السجين الذي وعيه وشعوره بالمسؤولية تجاه شعبه المكبل منعاه من العيش حياة اعتيادية كغيره من البشر. 
ومثل«برومتة» اسطورة والهة يونان القديمة حمل على عاتقه اعباء الالم واستياء الشعب.

السجين الذي اختارلنفسه الحياة البائسة الملأى بالاستياء والحرمان، في سبيل احقاق ابسط الحقوق لانسانٍ واحد ، توجب على هذالسجين تحمل الام الاضراب عن الطعام المؤقت والمفتوح ليُصهر بذلك شيئا فشيئا مثل الشمع لاجل الحصول على معاملة او طعام افضل وفي اغلب الاحيان يلاقي ضغوطاً وتعذيباً اكثر من قبل الجلادين حيث هذه المعاناة القاتلة تتضاعف في مثل هذه الحالات .
عدالة السجان مفقودة لانه وبشكل اخص في النظام الايراني السجناء يتعرضون لوابل من الشتائم والضرب والتحقير والتعذيب وقد يصل الى حد القتل الامر الذي اصبح مألوفا وكان ولا يزال السجان مطلق الايدي بهذا الشأن ، لكن ماهي هذه العدالة التي ينشدها السجين وهو مكبل ومكتوف الايدي ويلاقي اكبر قدر من اللاعدالة ؟
اصغ اليّ :
في سجن قوتشان» في محافظة خراسان الايرانية هناك شابٌ باسل بصموده الملحمي تحت تعذيب جلاوزه الملالي ،اركع معذبيه ومستنطقيه الى ان اطلقوا عليه اسم الاسطورة ، لم يلقن الجلاوزة فقط معنى عدالة السجين في اسمى صورها وانما تعاداه الى اسدال الستار عن فلسفة المقاومة ومعنى الصمود بكلام بسيط ومختصرومعبر. 

تفتحت الزهورٌوبشّرت بانجلاء الشتاء‎
كان اسمه «ياور» لم يتجاوز حينها عمره ال 19 ربيعاً ليتم أسره على ايدى ذئاب الملالي المتوحشة .
كان حفيد اية الله زنجاني من رجال دين عهد مصدق الكبير، هذه القرابة وصلة الرحم اورثته التعذيب اللاانساني بشكل اكبر لاجل تحطيمه واظهار ندامته . 
رجل الدين الشريف هذا اي جده، كان يشبه اية الله الطالقاني والآخرين الذين وقفوا بوجه الملا كاشاني ، فالاخير كان في عهد مصدق عميل لبلاط الشاه وكذلك بريطانيا ،يعارض حكومه مصدق وكان خميني مريدا لكاشاني ويتباهى بهذا الملا العميل للبلاط .
«ياور» البطل لم يرضخ الى حكم الخميني وشكك في شرعية هذا النظام كما انه لم يتوانى في دعم منظمة مجاهدي خلق، الامر الذي ادى الى اصدار حكم الاقامته الجبرية في حقه.
الجلاوزة سعوا أن يركعوه ولكن خابت امالهم ، وصبوا جام حقدهم البربري علي هذه الحمامة الملطخة جناحيها بدمائها هذا الشاب البرئ .
حيث ظهرت على ملاحمه دون ان ينطق بكلمة : اصدقائي انا اليوم انتصرت ، وركع الجلاوزة ، ولم اتفوه بكلمة وهم الذين انهزموا .
وفي احدى الليالي ،جاء الى عنبرالسجن  احد قادة الحرس الثوري يدعى الملا «رفيعي» الذي شارك شخصيا في عمليات تعذيب الشاب لاجل تحقيره وكسرمقاومتة ، عاد الشاب «ياور» تواً من غرفة التعذيب حيث كان يتنفس بصعوبة وجسمه ممزق من التعذيب - وقد امتزجت ملابسه بلحمه الممزق المتدلي فما كان منا الا ان نعتني به ونغسل جروحه وننزع قطع القماش المدماة من جسمه -  نظر الملا رفيعي الى «ياور» ونطق بقهقه نكراء وبربرية : ياور! اذا بقيت حياً ونحن سقطنا ، انت ستعذبنا اكثر من هذا وستقطعنا اربا اربا،هل ستنتقم منا ؟ 
«ياور»البطل الذي كان ملقى علي الارض ، طلب منا ان نسنده وكانت اقدامه مشرحة ،وقف على قدميه بكل صلابة وصرامة وقال : لا تخطؤا ، نحن نضحي باجسامنا حتى لا يتكررالتعذيب والسجن وانتم ستحاسبون في المحاكم الدولية العادلة وستنفذ العدالة بحقكم 
وببسمة ساخرة استطرد قائلا : لا تقلقوا، ايران الغد الحرة ستكون خالية من التعذيب والاعدام !!!
بهذه العبارة المختصرة والعميقة المغزى، عبر عن فلسفة صمود المقاومة الايرانية وبتلك المتعلقة بمجاهدي خلق باحسن التعبير واختتمها بدمائه الزكية 
ولو أنه بعد شهرواحد من تحمل التعذيب الدامي انضم الى كوكبة شهداء المجاهدين واصبح نبراسا منيرا في ليل وطننا ايران الحزين المظلم وسيظل اسمه نجما ساطعا  في كوكبة شهداء المجاهدين .
وفاءه لقضية الحرية وصموده ووقوفه بوجه الجلادين المتاجرين بالدين وتفانيه بروحه لاجل حرية الشعب الايراني، اكبر دليل وشاهد علي العبارة التاريخية التي نطقت بها اشرف رجوي قائلة : «ماعرف العالم ما جرى لشعبنا »
لا شك انه في ايران الغد الحرة الذي بدانا نلاى طلائعها بام اعيننا ستتحول مزارلامثال هؤلاء الشهداء الى ميعاد زيارات كافة طالبي الحرية 
وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ 


هناك تعليق واحد:

  1. نحن في ايران نواجه امرين الاول هم وحشية وبربرية النظام الفاشي الحاكم باسم الدين في ايران والثاني صمود الشعب الايراني بوجه هذا النظام مع كافة جرائمة ، لذا نثني صمود سجناء المقاومة الايرانية ونشكر علي تحرير علي المقال الرائع الذي يكشف جانب ضيئل من هذه المقاومة الاسطورية وهي موجودة علي ارض الواقع ، اجركم الله

    ردحذف