السبت، 9 يناير 2016

النظام الايراني قلق من الاستقطاب في المنطقة





نقل تلفزيون النظام الايراني الحكومي خبرعن التعاون الستراتيجي بين تركيا والعربية السعودية
الرئيس التركي قال: بشار الأسد هو عامل الأزمة في سوريا ولن يكون له مكان في مستقبل هذا البلد (30 ديسمبر2015).
قال المتحدث باسم خارجية النظام  فيما يخص تصريحات اردوغان ليوم أمس بأن ايران تؤجج الطائفية في سوريا: اننا لسنا مسؤولين عن تصريحات الآخرين (30 ديسمبر2015).
موقع حكومي ألف: «بشأن هذه التحالفات يجب القول ان سوريا وايران وحزب الله وروسيا تقف في جانب في مشهد المعارك السورية وأن تركيا والعربية السعودية وقطر وأمريكا تقف في الجانب الآخر» (31 ديسمبر2015).
وكالة أنباء ميزان الحكومية : «آل سعود ورجال الحكومة التركية متحالفون معا ضد ايران. هذا التحالف قد تشكل لمعاداة الجمهورية الاسلامية لأسباب أكثر» (30 ديسمبر2015).
ونقلت قوات الحرس عن صحيفة «وزغلاد» الروسية قولها: «اردوغان يفكر في تعزيز التحالف مع العربية السعودية ضد ايران وروسيا» (30 ديسمبر2015).
موقع تي نيوز الحكومي: «التعاون التركي السعودي ستراتيجي أم استعراض سياسي؟»(30 ديسمبر2015).
هذه الأمثلة غيض من فيض للتناقلات الخبرية والتحليلية لدى النظام تجاه اعلان مجلس التعاون الستراتيجي التركي السعودي. ولكن لنرى ما سبب الهواجس والمواقف المدروسة في التصريحات الرسمية والخائفة في التصريحات غير الرسمية لهذا النوع من ردود الأفعال؟
هناك عناصران واضحان في هذه التصريحات والمواقف: الأول الانسداد والمأزق والثاني: الخوف مع السعي للتقليل من أهمية هذا التحالف الاقليمي. النظام يحاول استعراض القوة من خلال الصخب الصاروخي وشحن الأجواء باطلاق الصواريخ في الخليج ورفع معنويات عملائه الهابطة محليا واقليميا. ولو كان غير مذعور ولم يكن في مأزق لكان عليه أن يتخذ موقفا شديدا رسميا ضد التحالف الذي يقول انه قد تشكل بالضد منه. ولكن رغم حاجته الماسة الى التظاهر بأنه قوي حتى في الكلام لكنه لا يستطيع أن يتخذ هكذا موقف. ويمكن القول ان هذا الاستعراض الأولي هو يعبر ذاتيا عن المأزق الذي يعيشه النظام في التقلبات الاقليمية وهذا الاستنتاج يمكن أن يكون نهاية الكلام. ولكن للاجابة على سؤال آخر نواصل الحديث للتوصل الى ادراك أعمق من التطورات الاقليمية. والسؤال هو: اذا كان حقا الوضع هو مثلما يوحي به النظام وخصص موقع حكومي عنوان مقال له بأن هذا التحالف هو «سياسي و استعراضي» اذن ماهو سبب هكذا ذعر وانغلاق؟
ان تصريحات المفسرين السياسيين في وسائل الاعلام الاقليمية تتناول الرد على هذا السؤال. يمكن تلخيص هذه التفسيرات على الشكل التالي:
هناك قلق بين دول الخليج من دور أمريكا المقبل تجاه المنطقة. انهم غير مقتنعين بأن أمريكا ليس هي الطرف الذي يدافع عنهم تجاه تهديدات وحملات النظام الايراني عليهم. لذلك ان الدور الأمريكي قد تقلص وتشكلت تحالفات جديدة لكي تستطيع دول المنطقة نفسها بالتصدي لهذه التهديدات.
المفسرون أكدوا على أن السياسات الطائفية للنظام الايراني في السنوات الماضية بعثت القلق التركي أكثر من الماضي وتحول دور النظام الايراني داخل الاراضي التركية وتأجيج الطائفية السياسية في هذا البلد الى خطر ولهذا السبب فان السلطات الرسمية التركية أصبحوا يستهدفون قادة النظام الايراني. وهذه المسألة تنم عن ادراك تركيا لهذه الآخطار ودور النظام الايراني.
المفسرون اضافة الى تقليص الدور الأمريكي في المنطقة، تناولوا التدخلات الروسية في سوريا والمنطقة واستنتجوا: ان التهديدات الروسية السورية العراقية والايرانية قد أثرت على العلاقات التركية الايرانية بحيث تشاطر أنقره لأول مرة القلق العميق لدى الرياض وأخذت السلطات التركية تحذيرات السعودية بشأن النظام الايراني على مدى 8 سنوات بمحمل الجد وهذا من شأنه أن ينتهي الى تطور ستراتيجي. وهذا التحول الستراتيجي ليس فقط قائم على ادراك النظام الايراني وانما الأتراك يشعرون بخطر في حدودهم.
خلاصة القول: حسب رأي الخبراء العرب وخبراء العالم فان مجلس التعاون الستراتيجي التركي السعودي يشكل رأس حربة لجسم مكون من البلدان المشاركة في التحالف العسكري الاسلامي.
انه خطوة باتجاه بلوغ استقطاب اقليمي مهم يقف بموجبه حسب اعتراف وسائل الاعلام التابعة لنظام الملالي «سوريا وايران وحزب الله وروسيا» في جانب و«تركيا والسعودية وقطر وأمريكا »في جانب آخر  « وجها لوجه من مشهد المعارك السورية ».
وبما أن مجلس التعاون الستراتيجي بين تركيا والسعودية قد تشكل بناء على الضروريات الأمنية الآكثر حساسية لدول المنطقة فلذلك يجب القول انه يحمل جدية كبيرة. وهذه الجدية يتم تقييمها اعتباريا وفعليا. ولكن ما تحقق في الخطوة الأولى من اعلان هذا  التحالف هو انعزال نظام الملالي سياسيا أكثر من أي وقت آخر. وهذا هو الجانب العملي لهذا التحالف ولكن الجانب الاعتباري لذلك فهو الدور العسكري لهذا التحالف في المنطقة لاسيما في سوريا حيث لم يستطع النظام اخفائه في ردود أفعاله رغم كل دجله.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق