بقلم مثنى الجادرجي
منذ إختيار حسن روحاني لمنصب
رئيس الجمهورية في إيران في آب 2013، والعالم لايزال ينتظر على أحر من الجمر أن
يفي بوعوده التي أطلقها و يحدث تغييرا في الاوضاع الايرانية التي صارت کالنسبة الثابتة!
روحاني الذي له تجربة و خبرة سابقة في
التمويه و التضليل على المجتمع الدولي و خصوصا أيام کان أمينا عاما للمجلس الاعلى
للأمن القومي عندما نجح في خداع و تضليل مفاوضيه من الترويکا الاوربية في عام 2004
و تباهى بذلك کثيرا، وإن مايفعله منذ آب 2013، ولحد الان، هو إمتدا لذلك دونما أي
تغيير.
هذا الدور الذي يقوم به روحاني، لايختلف من حيث الاساس و المقاصد عن الدور الذي قام به الرئيس الاسبق محمد خاتمي في مزاعمه بشأن الاصلاح و الاعتدال و'حوار الحضارات'، لکن مضت فترتي ولايتين له من دون أن يفي ولو ب10% من مزاعمه تلك، والذي يبدو واضحا بإن روحاني يسير على نفس النهج دونما أي تغيير يذکر.
إستمرار روحاني على إظهار نفسه
بمظهر'الداعية الاصلاحي'، يتم في وقت تواجه فيه إيران ظروفا بالغة الصعوبة و
التعقيد و تتکالب على شعبها المشاکل و الازمات من کل صوب و حدب، والجدير بالذکر و
الانتباه هو إن هناك العديد من الاوساط المطلعة و المختصة بالشأن الايراني
بالاضافة الى المعارضة الايرانية الفعالة و المتواجدة في عمق الساحة الايرانية و
المتمثلة في المجلس الوطني للمقاومة الايرانية، شددت على إن مايدعيه روحاني هو
مجرد عملية تمويه و خداع هدفها الاساسي هو إنقاذ النظام السياسي القائم في إيران
من المأزق و الازمة المستعصية التي يعاني منها، لکن الملفت للنظر هو هو إنه لازال
هناك من يصدق بنفخ روحاني في قربه المثقوبة!
مضت أکثر من سنتان على ممارسة روحاني لمسٶولياته کرئيس للجمهورية،
وقد وقعت الکثير من الاحداث و التطورات التي کان لطهران دور سلبي فيها، لکن لو
وضعنا کل الامور جانبا و رکزنا على الاوضاع في إيران نفسها، و دققنا فيما أنجزه
روحاني في مجال الحد من إنتهاکات حقوق الانسان و تصاعد الاعدامات في إيران للدلالة
على مصداقية الشعارات و المزاعم التي ينادي بها، فإننا نجد إن روحاني لم يتحرك قيد
أنملة من أجل تحقيق و تنفيد ماقد زعمه، ولسنا ندري مالسر في إبقاء الترويج لهذه
البضاعة الکاسدة لروحاني؟!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق