أكد الملا أحمد خاتمي ممثل الولي الفقيه الرجعي خلال صلاة الجمعة 22 كانون الثاني 2016 حول الإتفاق النووي متأوها: ”إنه كان نجاحا حيث تم رفع جزء من العقوبات وليس كلها، إن المبالغة في هذا الصدد هي ضرر، وإذا جاء أحد يريد إظهاره فتحا للفتوح فليس كذلك، هذا لم يكن فتح الفتوح لأننا دفعنا كلفة باهظة، هل كان هناك إيراني شاهد على شاشة التلفاز مشهد إزالة قلب مفاعل أراك ولم يتألم ويتحسر؟ 12 سنة تحملوا معاناة حرجة للتقدم بالأمر النووي والأن يقولون يجب إزالته وطبعا هذا هو الكلفة كلفة باهظة”.
أتت تأوهات هذا الملا المحتال طبعا بعد اعتراف أدلى به الولي الفقيه المتجرع للسم حيث كان خلال رسالة قد كتبها ردا على رسالة الملا روحاني أن ”ثالثا: ليؤخذ بعين الإعتبار في الدعايات أن مقابل ما تم الحصول عليه في هذه الصفقة دفعت تكاليف باهظة وإن التصريحات والمكتوبات التي تحاول تجاهل هذه الحقيقة وإظهار نفسها مدينة للجانب الغربي فإنها لا تتصرف مع الرأي العام تصرفا صادقا”. (صحيفة جوان 19 كانون الثاني 2015)
ويعبّر الولي الفقيه عن هذه الموضوعات في حين كان رئيس النظام قبل فترة قارن الإتفاق النووي بفتح ”خرمشهر” وعدّه فتح الفتوح.
وتناولت صحيفة خامنئي بإسم رسالت يوم 25 كانون الأول خلال افتتاحيتها نفس الموضوع قائلة: ”التضخيم: رئيس بلدنا إذ قارن الإتفاق النووي بفتح خرمشهر ووصفه بفتح الفتوح فاعتبره مؤشرا لعظمة واقتدار إيران والتسليم بالحقوق النووية الإيرانية من قبل القوى النووية لا سيما أميركا وحذّر الناس والمنتقدين من الخوض في مجال النقد بعد إغلاق ملف الدراسات المزعومة”..
فبعد استعراض هذه المواقف سنخرج بهذه الجملة المتناقضة: ”النصر في مستوى فتح الفتوح ببالغ التحسر ودفع تكاليف باهظة!”. فلا ندري أن نصدق أيهما؟ فتح الفتوح أم ”التحسر على إزالة القلب النووي للنظام” ودفع ”كلفة باهظة”.
هذا يمثل حقيقة المأزق المحدق بنظام غارق في الأزمات من كل حدب وصوب حيث يلجأ بهذا الوضوح إلى تصريحات متناقضة.
وسواء أن روحاني الذي يعد الإتفاق فتح الفتوح أو أحمد خاتمي أو الولي الفقيه المنكسر هيبته الذي يعتبره دفع كلفة باهظة، فكلهم، ليس خامنئي وزمرته فحسب وإنما الزمرة المنافسة أيضا، يقلقون من موضوع آخر يكشف عنه أحمد خاتمي خلال صلاة الجمعة هذه متوجعا: ”إذا خيم الغبار على الأجواء فإنه يمهد طريق الفتنة وحينئذ من يتكمن من لملمة الفتنة؟”.
الواقع أنه بعد تنفيذ الإتفاق النووي وسريان السم النووي في جسد نظام الولاية وموضوع مهزلة الإنتخابات ورفض الأهليات بالجملة من جانب، والعزلة الإقليمية المصحوبة بهبوط سعر النفط وغيرها من الأزمات الداخلية للنظام من جانب آخر، كلها جعل النظام في وضعية هشة جدا لا سيما أن روحاني كان ينفخ منذ مدة في بوق التأكيد على أن الإتفاق النووي يؤدي للإنفراج لكنه لم يأت بإنفراج وإنما يتفق جميع رموز وعناصر نظام الملالي سواء روحاني نفسه أو خامنئي وغيره على أن هذا الإتفاق لن يجدي نفعا ولا أفق لمعالجة الركود الإقتصادي و...
ونظرا إلى عدم الإنفراج هذا، النظام برمته له الحق أن يكون قلقا من التهديد الرئيس أي هبة وإنتفاضة شعب بدأ يريد تحقيق مطاليبه الحقة بعد الإتفاق النووي أو فتح الفتوح حسب روحاني الماكر.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق