کثيرة و متنوعة محاولات النظام الايراني من أجل
التقليل من شأن المقاومة الايرانية و التعتيم على دورها و تجاهله بمختلف الطرق، لکن
المقاومة الايرانية و طوال أکثر من ثلاثة عقود من صراع مرير غير متکافئ، تمکنت بصورة
ملفتة للنظر من إبراز دورها و فرضه ليس على الساحة الايرانية وانما حتى على النظام
نفسه. البرنامج النووي و النشاطات السرية التي کان النظام يجريها بعيدا عن الانظار،
الى جانب مخططات التدخل في دول المنطقة، و أمور و قضايا مختلفة أخرى،
لم يکن بالوسع
معرفة المعلومات الحالية عنها لولا تلك المعلومات التي کشفت عنها المقاومة الايرانية
عنها والتي کان لها الفضل الاکبر في التعريف بما يقوم به هذا النظام من نشاطات و تحرکات
خلف الستارة، وهو مايثبت جدارة المقاومة الايرانية في التصدي لهذا النظام و قدرتها
على إدارة الصراع معه. آخر و ليس أخير مثل هذه المواجهات بين المقاومة الايرانية و
نظام النظام الايراني ، تعلق بما قد أعلنت عنه المقاومة الايرانية في بيانات خاصة لها
بشأن إصابة قاسم سليماني، قائد قوة القدس، بصورة بليغة في في معارك دائرة في حلب في
نوفمبر الماضي، وعلى الرغم من إن طهران سارعت لنفي ذلك لکن المقاومة الايرانية عادت
و أکدته من جديد لتحصر النظام في زاوية ضيقة خصوصا مع عدم إستطاعتها الرد بصورة حازمة
و قاطعة على معلومات المقاومة الايرانية،
وهو مادفع الرأي
العام العالمي مجددا للأخذ بمعلومة المقاومة و عدم تصديق مزاعم طهران المختلفة بهذا
الخصوص. وسائل إعلام نظام النظام الايراني ومنذ أن بادرت المقاومة الايرانية لإعلان
نبأ إصابته البليغة، دأبت على نشر أخبار متناقضة حول مصيره، الأمر الذي فسره مراقبون
بأنه يأتي في إطار التضليل الإعلامي للحيلولة دون الكشف عن حقيقة وضع سليماني، الذي
يرقد تحت العناية المشددة بمستشفى في طهران، حسب ماأکدته المقاومة الايرانية و شددت
عليه، وفي هذا السياق، نشرت قناة 'العالم' الإيرانية الناطقة بالعربية، مقطع فيديو
مأخوذا من قناة 'الإعلام الحربي لحركة النجباء' التابعة لميليشيات 'حزب الله العراق'،
يظهر فيه قائد
فيلق القدس وهو يخطب باللغة العربية وسط حشد من الميليشيات في مدينة حلب. ولم تذكر
القناة تاريخ الفيديو للإيحاء بأن المقطع جديد، ولتوحي بأن سليماني حي يرزق، لكن صورا
سابقة لنفس المشهد وأنباء قديمة سبقت إصابة سليماني تظهر أن الشريط يعود إلى النصف
من الأول من شهر نوفمبر، أي قبل إصابة قائد فيلق القدس بأيام، حيث كان سليماني يخطب
وسط حشد من الميليشيات العراقية من حزب الله العراقي الملقب بـ'النجباء' بعد عملية
اقتحام قرية 'الحاضر' في جنوب حلب، التي سقطت في يد النظام السوري والميليشيات الحليفة
له. وهذا مايدل على تخبط إعلام نظام النظام الايراني ذو الامکانيات الواسعة جدا مرة
أخرى أمام إعلام المقاومة الايرانية ذو الامکانيات المتواضعة و التي تعتمد في أغلبها
على الدعم الجماهيري، وإن الامر يعتبر بحق نصر إعلامي مبين للمقاومة الايرانية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق