الأربعاء، 30 سبتمبر 2015

عاد ملا روحاني بخفّيه

تزامنا مع حضور الملا روحاني في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة اقيمت تظاهرة ضخمة مقابل مقر الأمم المتحدة في نيويورك. وطالب المتظاهرون الذين كان يواكبهم عدد من  الشخصيات الأمريكية البارزة بطرد ديكتاتورية الملالي الفاشية الدينية من الأمم المتحدة.
ان روحاني الذي يحاول أن يخفي وجهه المخادع بصفات مزوقة «الوسطية والإعتدال» لا مهمة له الا الإحتفاظ بولاية الفقيه وتأجيل إسقاطها. انه يمثل نظام يسميه الشعب عراب داعش. ولا اختلاف بين روحاني وزمر أخرى في السياسات الأساسية للنظام أي القمع والحصول على سلاح نووي والتدخل في المنطقة و... وإن أعضاء حكومته لعبوا أكبر أدوار في الحرب وأعمال القمع وتصدير الإرهاب والتطرف.
كما انه يحمل حصيلة 2000 حالة إعدام في سجله لمدة عامين ولايعارض الإعدامات المتزايدة والعقوبات الوحشية من أمثال بتر الأطراف وإقتلاع العيون فحسب بل في ما يتعلق بالأفراد المعدومين يقول: « على أية حال ان القانون هو الذي يحكم على هؤلاء فانهم يعاقبون ولا علاقة لنا بذلك. إما قانون الهي أو قانون صوت عليه البرلمان ... ونحن مجرد منفذي هذا القانون».

عاد يوم الاثنين 28 سبتمبر الملا حسن روحاني مباشرة الى طهران بعد القاء خطابه في الدورة السبعين لاجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة. السؤال المطروح الآن هو ماذا كانت حصيلة هذه الزيارة التي استغرقت 5 أيام؟ والى أي مدى نجح في تحقيق أهداف الزيارة؟ كل الرسالة التي سعى روحاني أن يوصلها الى الأطراف الخارجية يمكن تلخيصه في عبارة واحدة «اليوم بدأت صفحة جديدة في العلاقات الايرانية مع العالم». 
ولكن ليس التعامل مع أمريكا بل حتى تعامل روحاني وظريف مع العربية السعودية كان متفاوتا تماما مع ما نراه في طهران. ولكن الأمر اللافت أن أمريكا و العربية السعودية بشكل خاص لم توليا أهمية بتخاذل روحاني. وقال اوباما في خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة: «النظام الايراني يواصل لحد هذه اللحظة مجموعات العنف بالنيابة لتمرير مصالحه.. ويثير النزاعات الطائفية ويعرض المنطقة برمتها للخطر ويحرم نفسه من التجارة». 
بعد كلمة روحاني، فتحت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية ماري هارف سيلا من الشتائم السياسية على النظام ردا على كل ما أبداه روحاني من خنوع وتخاذل ووصفت النظام بـ «الدولة الأولى الراعية للارهاب في المنطقة» و «يلعب دورا مزعزعا للاستقرار في المنطقة» و «العالم وقف بوجه هذا النظام». 
وحتى بان كي مون الأمين العام للأمم المتحدة أكد في تقرير رفعه الى الجمعية العامة للأمم المتحدة على استمرار «انتهاكات حقوق الانسان بأبعاد واسعة» من قبل النظام الايراني. 
ولكن الرد الدامغ والصادم جاء من العربية السعودية. حيث رفض وزير الخارجية السعودي عادل الجبير اللقاء بظريف موجها صفعة موهنة للنظام وحذره من عدم استغلال حادث مكة سياسيا 
بعد خطاب روحاني، اعتبر العاهل السعودي الملك سلمان وبأقوى العبارات والمواقف العلنية التي شوهدت لحد الآن من قادة المملكة ضد النظام، نظام الملالي «خطرا عاجلا على منطقة الشرق الأوسط» داعيا «دول المنطقة الى نبذ الخلافات والتركيز على هذا الخطر الداهم». 
أول مدلول وجوهر هذه المواقف هو فشل مشروع زيارة روحاني الى نيويورك. لاسيما أن أول هدف روحاني من هذه الزيارة كان «التعامل مع العالم» و تقديم صورة «لفتح صفحة جديدة في العلاقات الايرانية مع العالم». 
ولكن السؤال المطروح الآن هو لماذا أصبح الأمر هكذا؟ ولماذا حصلت نتيجة بالعكس ما كان يرجوها روحاني؟ يمكن القول ان خواء الادعاء الزائف الذي تفوه به روحاني بأن النظام قد تغير بتمسكه مقاليد الرئاسة قد ثبت من جوانب عديدة. من جهة صرخات آلاف الايرانيين الذين رفعوا لافتات تؤكد ألفي اعدام في ايران منذ مجيء روحاني الى السلطة ومن جهة أخرى الصحف التابعة لعصابة خامنئي قد قطعوا حدودا جديدة من الهجمات على روحاني وعصابته في مقالات وتقارير وكل هذا يؤكد للغربيين أنه يجب أن لا يأخذوا مزاعم روحاني بمحمل الجد .
وخاصة أن عدد كبير من الجالية سورية واليمنية قد شاركوا مع الجالية الايرانية في هذا المظاهرات الحاشدة في نيويورك تاكيدا على عدم شرعية حضور الملا روحاني وكذلك اقواله الكاذبة وعاد بخفيه الى طهران دون أن يحقق اي نتيجة .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق