الجمعة، 25 سبتمبر 2015

قصة ذبح إسماعيل


كل عام وكافة مسلمين العالم بالف خير
اكبراعياد المسلمين هو عيد الاضحى المبارك
وهناك قراءة جميلة  من سورة الصافات من جانب السيد مسعود رجوي زعيم المقاومة الايرانية
اود تقدمها لكم كهدية لهذه  المناسبة الكريمة من جانب مدونتي « قلمي للحرية والسلام» وارجو احظى برؤيتكم 

تضحية إبراهيم أبي الأنبياء
 قراءة في سورة الصافات لمناسبة عيد الأضحى المبارك
 


كلمة الأخ المجاهد مسعود رجوي
يقولون إن إبراهيم عمّر سنوات طويلة أكثر من مئة سنة والبعض يقول مئة وعشرين سنة. بنى الكعبة مع ابنه إسماعيل وأرسى الحجر الأسود فيها. وقصة مولد إسماعيل كما تعلمون لم تكن عادية. لقد أمضى إبراهيم عشرات السنين متنقلاً من هذا المكان إلى ذاك، وعند ما ألقوا به في النار، كانت النار بردًا عليه وسلامًا. فهاجر إلى مناطق أخرى وتنقل من ديار إلى ديار وهو يبشر برسالته. ومضت عشرات وعشرات من السنين ولكن أحدًا لم يكن يصغي لما يقول. كان عصرًا جاهليًا، وليس عصر اليقظة والعلم، لم يكن مثل زماننا... اليوم يقول المجاهدون على سبيل المثال كم لدينا من أنصار، لدينا قوة احتياطية ضخمة في إيران وأنتم كم يبلغ عددكم، كم قدمتم من الشهداء والمعتقلين إن هذا يدلل على نمو بذرة نموًا كبيرًا... لكن إبراهيم كان وحيدًا قبل ثلاثة آلاف وثمانمائة سنة أو أربعة آلاف سنة... والآن نعود إلى سورة الصافات ونتابع منها قصة ذبح إسماعيل:


بسم الله الرحمن الرحيم
«فأرادوا به كيدًا فجعلناهم الأسفلين»
نتابع قصة النار... لقد حاكوا له الدسائس والمؤامرات لكننا جعلنا هم أذلاء حقراء.
«وقال إني ذاهب إلى ربي سيهدين».
وعند ما بلغ به العمر عتيًا ابتهل إلى ربه قائلاً: «رب هب لي من الصالحين».
لقد دعا ربه ليهبه شخصًا صالحًا... وكان أمله أن يبقي جيله ورسالته وكلامه. كان يبتغي أن يكون له ولد يقوم على تنشئته وتربيته منذ الصغر ... ليظل في منأى عن مفاسد البيئة وتلوثها. وأن يدرك جيدًا رسالته.
إنكم ترون بالنسبة لقادتنا التاريخيين أنه في زمن الجهل والعبودية فإن أئمة التشيع هم أبناء وآباء. والسبب أن الأسرة ومحيطهم هي أكثر الأماكن المناسبة لتربيتهم وتعليمهم. ولعل خطوة واحدة نحو ذلك الجانب من المحيط لها تبعاتها... لم يكن ثمة تنظيم وتشكيلات كتلك المألوفة لدينا.
«فبشرناه بغلام حليم. فلما بلغ معه السعي...»
أي عند ما كبر هذا الشاب (إسماعيل) قام إبراهيم بمساعدة منه ببناء الكعبة. إن إبراهيم نفسه عند ما كان شابًا كان على قدر كبير من الشجاعة والإقدام، ولقد أحب هذا الابن حبًا جمًا... وعند ما كان هذا الابن يمشي بعضلاته المفتولة ممتلئًا حيوية ونشاطًا كان الأب يشعر بالاعتزاز والسعادة فهذا الابن هو الذي سيواصل بناء الجيل فأية معضلات ومشاكل واجهت إبراهيم حتى أصبح يملك هذا الابن. والآن فإنه يشعر بالرضا والسعادة لوجود هذا الابن العاقل والقوي الذي لا ينقصه شيء.
حقًا... لماذا لا يحبه كل هذا الحب ولماذا لا يكون مغرمًا به إلى هذا الحد؟
لكن الله سبحانه وتعالى قضت إرادته شيئًا آخر فإسماعيل في ذروة بلوغه وشبابه كان معقد رجاء وآمال إبراهيم الذي أصبح رجلاً كهلاً والذي عمل عشرات السنين ومازالت رسالته حتى لم تنتشر بعد وهو الآن يرى في إسماعيل استمرارًا لرسالته في التوحيد وكذلك في الجهاد والحرية... لقد تجمعت هذه جميعها فيه. ففي إسماعيل تتجسد كل الآمال والأماني واستمرار الجيل واستمرار أهداف إبراهيم. لقد كان أنيسه ومؤنسه في وحدته وكان يفهم ما يقوله ويدرك مقاصده وما يسعى إلى تحقيقه.
حتى جاء يوم:
«قال يا بني إني أرى في المنام أني أذبحك..». لقد تعمد أن يطرح هذه المسألة بهذا الأسلوب شيئًا فشيئًا على ابنه الفذ... أن اسمع يا بني لقد رأيت حلمًا أظن أنه أمر جادّ... ليس حلمًا عاديًا. لقد قال لي الله تعالى أن عليّ أن أضحي بك...
الأمر، من جهة وجعّه وألمه... ومن جهة: كيف يقول للابن إنني سأذبحك؟ لذا فهو يقول لقد رأيت في المنام أني أقتلك...
«فانظر ماذا ترى»؟
أي ما هو رأيك في هذا الحلم؟ وفيما أنا فاعله بالنسبة لهذا الحكم. كأنما هو لا يعرف جيله حق المعرفة وكما يستحقه.
وأدرك إسماعيل بفراسته وحنكته الأمر:
«قال يا أبت افعل ما تؤمر... ستجدني إن شاء الله من الصابرين».
لقد رد بهدوء قائلاً: نفذ ما أمرت به... وبعون الله ستجد إني سأقبل بصبر وسأتحمل الشدة والألم وسأفدى روحي...
والآن ماذا يفعل إبراهيم؟
فبعد حكم الله ثمة لا سبيل آخر
«فلمّا أسلما وتلّه للجبين»
لقد خضع كلاها لحكم الله... فاستلقى إسماعيل أرضًا وقال: لماذا لا تباشر؟ فلم يسأل ولم يجب ومن المألوف أن يراود بني البشر أسئلة وأجوبة حول ضرورة إنجاز عمل ما لاسيما إذا كان هذا العمل ينطوي على أبعاد ضخمة... يسألون... يقلّبون المسألة ولابد أن ثمة مبررات مقبولة لديه... لا يجوز هكذا دون تفكير إنجاز عمل... غير أن قصة الحب والإيمان والوفاء لها شأن آخر...
العقل يرى التجارة والتجار... والحب يرى ما هو أبعد من السوق والتجارة.
فاستلّ إبراهيم الخليل سكينًا وشحذها... شحذها وشحذها... فالرسول وأولو العزم لا يقبلون أن يساورهم مثل هذا التردد. ولذا فقد استل السكين مسرعًا ووضعها، موحدًا خالصًا لرضا الله بعد شحذها، على عنق ولده. غير أنها لا تقطع العنق رغم ما بذل من جهد... يا ليت أنها أنهت الأمر منذ أول وهلة.
إنه يريد أن ينظر في عيني ابنه ولكنه لا يقوي على ذلك وإسماعيل هكذا بانتظار... مستسلم بسعادة والابتسامة على شفتيه. ألم يقل هو نفسه: «ستجدني إن شاء الله من الصابرين»؟
يقولون إن إبراهيم أصبح عصبيا بحيث قذف بالسكين جانبًا فأصابت صخرة ولدت شرارة لشدة شحذ السكين وشدة قذفها نحو الصخرة.
وجاء في القصص إن السكين بدأ بالحديث وكان يترنح ورمزيًا يقول: «الخليل يأمرني والجليل ينهاني». أي إن السكين قالت إن إبراهيم خليل الله يأمرني بأن أقطع عنقه والجليل أي الله يهيب بي ألا أفعل ذلك.
«وناديناه أن يا إبراهيم قد صدقت الرؤيا. إنا كذلك نجزي المحسنين. إن هذا لهو البلاء المبين».
في رأيكم هل تجربة الذهاب بين ألسنة النار كانت أهم وأصعب أم فصم هذا التلاحم العاطفي الأبوي والعائلي؟
«إن هذا لهو البلاء المبين...».
«وفديناه بذبح عظيم».
يقولون إنه في تلك اللحظة أرسل سبحانه خروفًا ليفتديه بدل ابنه... لكن الله سبحانه وتعالى ترك الأمر ليوم الذبح العظيم يوم عاشوراء... يوم ضحى الإمام الحسين عليه السلام بنفسه وجميع أنصاره وأهل بيته من أجل كلمة الحق والعدل.
«وفديناه بذبح عظيم وتركنا عليه في الآخرين وسلام على إبراهيم».

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق