تعليق من الكاتبة : م.سمية
انشأ بتاريخ: 06 آذار/مارس 2017
"ما اكرمهن الا كريم وما اهانهن الا لئيم" وما أكثر اللئام من أصحاب العمائم السود في إيران، فعمليات السحل في الشوارع، الضرب، التحقير، الرش بالأسيد، الإعدام الذي لم يستثني لا القُصَّر ولا الحوامل...ممارسات تتجرع مرارتها وآلامها المرأة الإيرانية، ذنبها الوحيد انها وجدت نفسها واقعة تحت رحمة حكم مستبد يُكِنُّ لها قدرا لا بأس به من الحقد والكراهية جعلته يتبنى سياسات تعسفية ضدها مستظلا بعباءة الدين ومتحصِّنًا بحماية القانون، فقنَّنَ نظام الولي الفقيه اساليبه الوحشية واللاإنسانية ضدها ابتداء من حرمانها من ابسط حقوقها كحق الانتخاب الحر وصولا الى عمليات الرجم والاعدام...وعلى النقيض من ذلك وجدت المرأة في المقاومة الإيرانية ما يحفظ حقوقها ويصون مكانتها ويهبها الحرية التي كانت تنشدها، إذ تتولى 50 بالمئة من المناصب القيادية النضالية في المجلس الوطني بقيادة السيدة مريم رجوي، كما لها كامل الحرية في اخيار الملبس وتتمتع بنفس الفرص مع الرجال في التعليم والعمل وتَصدُّر المناصب القيادية في مختلف المجالات...
الأعضاء المحترمون في البرلمان البريطاني، أيها الأصدقاء، أيها السيدات والسادة!
أوجه الشكر من صميم القلب لاهتمامكم بواقع النساء الإيرانيات لمناسبة اليوم العالمي للمرأة.
اليوم ولو أن أعمال ملالي إيران لإشعال الحروب في الشرق الأوسط وبرامجهم النووية والصاروخية قد أثارت الانتباه بشكل كبير، إلا أن أهم واقع في إيران هو أزمة سياسية واجتماعية متجذرة في مجتمع جاهز للتغيير مع حركة منظمة تلعب فيها النساء دورا محوريا.
النساء يتم قمعهن بشكل ممنهج تحت حكم الملالي حيث يتم اعتقال 2000 امرأة كمعدل يومي بسبب عدم مراعاة التحجب القسري. النساء حسب القانون يجب أن يخضعن لأزواجهن وهن محرومات من حق الطلاق واذا انفصلن فلا يحق لهن رعاية أطفالهن. في قوانين الجزاء في النظام تشكل حقوق النساء نصف حقوق الرجال. كما ان نسبة مشاركة النساء في سوق العمل 14 بالمئة فقط.
وأعلن خامنئي في سبتمبر هذا العام في بيان له أن دور النساء هو الأمومة وربة البيت وأن دور الرجال هو الأبوية والاقتصاد. كما انه طلب تقوية السياسات الحكومية لزيادة إنجاب الأمهات.
وفي واقع الأمر فان الملالي وبقعمهم النساء قد كبلوا المجتمع بأسره. ولكن من جهة أخرى فان النساء الإيرانيات يتمتعن بمكانة أساسية في المقاومة ضد الاستبداد الديني. فعشرات الآلاف من النساء تعرضن للتعذيب واُعدِمن في النضال ضد الديكتاتورية الدينية. اليوم تتولى النساء معظم المواقع المفصلية في حركة المقاومة. كما إنهن يشكلن أكثر من 50 بالمئة من أعضاء المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية . كما ان صمود أعضاء المقاومة في أشرف وليبرتي لمدة 14 عاما تم تحت قيادة النساء. وفي الحقيقة ان النساء يشكلن قوة التغيير في إيران.
ولهذا السبب فان الملالي يضيفون حجم قوانينهم لتبرير فرض القيود على النساء عاما بعد عام. حكومة حسن روحاني التي تدعي الاعتدال لا تتجرأ في الاقتراب إلى الحد الأدنى من الاصلاحية في قوانين النظام وفي ولاية روحاني تم إعدام عشرات النساء.
وأمام هذا الوضع فنحن نهضنا من أجل المساواة بين النساء والرجال. المساواة على الصعيدين الحقوقي والقضائي والمساواة في الأسرة والمساواة في الفرص الاقتصادية والمشاركة النشطة والمتكافئة في القيادة السياسية. كما نحن نهضنا من أجل حرية المرأة وحقها في الاختيار الحر فيما يخص الملبس والزواج وحق الطلاق.
ومع الأسف فان الحكومات الغربية اعتمدت التقاعس حيال قمع النساء وحقوق الإنسان في ايران. فهذه الدول قد تركت النساء الإيرانيات اللاتي يحاربن عراب التطرف الإسلامي وحيدات.
إن زيارة إيران الرازحة تحت حكم الملالي والصمت حيال انتهاك حقوق الإنسان والإعدامات الجماعية وانتهاكات ممنهجة لحقوق النساء، تمثل إضفاء الشرعية لانتهاك حقوق الإنسان في إيران.
فعلى الحكومات الغربية أن لا تغض الطرف على حقيقة أن الدعم النشط لهذا النظام للتطرف هو الذي قد مهد الطريق لظهور داعش عقائديا وسياسيا.
ومنذ أن مسك نظام الملالي مقاليد السلطة في إيران، فان مزيدا من العقوبات الهمجية واللاإنسانية مثل الرجم قد تحول إلى قانون.
فعلى الحكومات الغربية ألا تغمض العين على حقيقة أن حكم الملالي في طهران هو الذي قد أسعف بعض دول المنطقة في انتهاج السياسات الغير إنسانية والمقارعه للمرأة وعليها أن لا تغض الطرف عن أن هناك في الوقت الحاضر لائحة طويلة من المجموعات الميليشياوية المتطرفة في لبنان والعراق وسوريا واليمن تأخذ أوامرها مباشرة من خامنئي.
اني أدعو المجتمع الدولي خاصة النساء في المملكة المتحدة ومجلسي بريطانيا إلى دعم نضال النساء الإيرانيات ضد النظام المقارع للمرأة الحاكم في إيران.
وأغتنم هذه الفرصة لأوجه الشكر على مواقف الدعم السخية لنواب المجلسين البريطانيين لاسيما البارونة بوتريد وأعضاء اللجنة البرلمانية البريطانية من أجل إيران حرة لمقاومة الشعب الإيراني وخاصة جهودهم لتوفير الأمن والحماية لأخواتي واخوتي في أشرف وليبرتي ونقلهم إلى اوروبا بشكل خاص.
أشكركم جميعا.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق