الاثنين، 23 نوفمبر 2015

دانيل بمعنى « يسيطر الله عليَّ »



دانيل ميتران عقيلة السيد ميتران الرئيس الفرنسي الاسبق والمدافعة عن حقوق الانسان

...كنت صبية صغيرة والثابت الوحيد الذي قطعته علي نفسي ، هو ان اقاوم حيال كل شيء الذي يصدمني ويثيراشمئزازي ويسبب تمردي ، كان معسكري المقاومة ، وفي رؤية البعض كنت ارهابية ولكن بعد انتهاء الحرب العالمية الاولى مُنحت نوط المقاومة ، وكنت قد عرفت أن مسار حياتي لا محيد عنه سيتنهي بافشاء حيثما ما يتعلق بحياة الانسان ويمس كرامته .
دانيل ميتران
حيثما وُجد ضمير شريف ، ستجد اسماً ورمزا من المقاومة الايرانية ، وكلما وجدت روح مطالبة بالحقيقة ، سترى هناك مسعاة وجهود للدفاع عن ساكني مخيم اشرف ، الاذعان بالحقيقة والدفاع عن المظلوم لا يعترف لا بالزمان ولا بالمكان ، وأن الدفاع عن هذه القيم لا تتعلق بشعب واحد ولا تعترف بحدود جغرافية وليست مقيدة بمرور الزمان  .



إن فرانسا لتذكارفخارها في نضالها بوجه الفاشية الهتلرية تحظي بوجوه لامعة ولكن لاجل تذكير فخرها في نضالها في يومنا هذا، بوجه الفاشية الدينية اي نظام ولاية الفقيه  في ايران تمتلك ايضا وجوه مضيئة في هذا الدرب ، الإمرأة التي برغم من انتهاء فترة المقاومة في بلدها ، وبرغم من انها كانت زوجه الرئيس الفرنسي والسيدة اولي في بلدها ولكن كانت قد استمرت في مضي قدما في سبيل المقاومة ، السيدة «دانيل ميتران» ملك المقاومة والمدافعة عن حقوق المقاومين سميت بضمير الحي في عصرنا هذا .
وفي الـ17 من العمر خلال الحرب العالمية الثانية تحت عنوان ممرضة شاركت في صفوف المقاومة الفرنسية في الحرب ضد النازية وعلاوة على ذلك تعرفها علي السيد النقيب فرانسوا مورلاند الذي بعدها تغيير اسمه الي فرانسوا ميتران وواصلت النضال معه .
طبعا هي كانت زوجة رئيس البلد وترافقه في كل مكان ولكن في الوقت ذاته  كانت قداحتفظت بروح المقاومة التى كانت معها منذ حداثة عمرها وفي عام 1981 كانت السيدة الاولي في فرانسا خلال فترتين رئاسية خاضها السيد ميتران ، تجتنب من اقامة ضيافات مبهرجة رسمية في قصر اليزة الفرنسية وبدل منه اقامت نشاطات من اجل حقوق الانسان ، وكانت دائما تسعى لان أن تكون نفسها نموذجا و اسوة من رسالة الوقوف بوجة الظلم والاستبداد .
وكانت دوما تدفع ثمن عقايدها واعتقاداتها باتخاذها مواقف حازمة ، و احدى هذه المواقف القمية مسعاتها الجبارة واسنادها الدائب للمقاومة الايرانية ضد انقلاب 17حزيران 2003  المشين يعتبر من اروع صفحات حياتها ونضالها اللامع . وهي بصفتها زوجة الرئيس الفرانسي الراحل ورئيسة رابطة «فرانس ليبرته» في غداة 17 حزيران كانت اول من اسرع الى مد يد العون والاسناد للمقاومة الايرانية في ”اوفير سورفاز” بباريس ( مقرمجلس الوطني للمقاومة الايرانية ) وبصوت عال استهزءت بالتهم التي اطلقت ضد منظمة مجاهدي خلق منها قائلة : « في فترة زمنية معينه اطلق عليّ وزوجي باننا ارهابيين ولكن بعد ذلك هو اصبح رئيسا لفرانسة وأني قد منحنت وسام الفخرللمقاومة ضد الفاشية .

بتفكير نافذ و عميق تارة قالت السيدة دانيل ميتران :
«... في فترة  احتلال النازية نحن كنا الاف الشباب أٌسارى و منكوبين وصامتين وكانت آمالنا صنع مستقبلا ... لكي يجد كل منا مكانته الحقيقية التي يستحقها،  واسمونا في تلك الفترة باننا ارهابيين وفي الفترة  نفسها عرفت بان اصعب واسوء حصار ليس هو الحصار الكونكريتي والحجري بحيطان سجونه الحديدية بل هو الحصار الذي تفرضه علينا الدكتاتورية ان نحمله في انفسنا . حصار التحقير ،والتخاذل والانهاك والارهاق ، الحصار المفروض حيث يرغمونا أن ننفي كل شيء وحتى هويتنا .
ومن ثم استطردت القول عن مخيم اشرف قائلة :
«... قد صنعوا للاشرفيين انواع الحصارات المرئية والغير المرئية ، ابتداء من حصار النسيان ، ومن ثم حصارالكذب بعد الصمت والتالي منعهم من الغذاء والامور الصحية و في النهاية استخدام الحصار الصوتي والاعمدة الخاصة لاستراق السمع والتشويش الالكتروني ... كانوا يتصورن بانهم قادرين علي انهاء مقاومة شعب ، ولكن الامل عاد في اشرفيين بسرعة فائقة .
دانيل باحدى اللغات بمعني « يسيطر الله عليَّ» ، آخر الامرك وفي 21 من تشرين الثاني 2011 وبعد ثمان عقود من المسعاة والجهود والنضال لاجل احياء وسيطرة القييم الربوبية والشعبية ، فارقت الحياة ، ولكن كما قال نجلها ” جيلبرت” بانها لن تمومت ابداً :
... اجل! لن تموت دانيل ، لانه لازالت المقاومة لاجل كسب الحرية مستمرة ، وتشق طريقها الى الامام حتي تطيح بالدكتاتوريات ومنتهكي حقوق الانسان ، لان المقاومين والاشرفيين وانصارهم ، لازالوا يسيرون عازمين علي المقاومة  وستبقى ذكرة دانيل الى الابد في قلوبهم .
فنقوم :اجلالا وتكريما لذكراها




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق