الاثنين، 2 أكتوبر 2017

طوبى الأمل الوحيد لشقيقها وشقيقتها الصغيرين

طوبى الأمل الوحيد لشقيقها وشقيقتها الصغيرين
من كتاب رحلة العذاب في زنازين الملالي
بقلم المجاهدة ” هنغامة حاج حسن ”

كانت (طوبى) فتاة تعتمد علي نفسها ، فقدت والديها منذ طفولتها على اثر كارثة زلزال ضربت البلاد ولها شقيق وشقيقة  اصغر منها يعيشان عند أقاربهم الذين تكفلوا برعايتهما ، أما هي فقد كانت تعيش شمال إيران عند أحد أقاربها إلي أن جاءت إلي طهران بعد قبولها في قسم التمريض . كانت فتاة لا تحب الثرثرة  ملتزمة بالكثير من المبادئ،.
شاهدتها يوما جالسة علي مصطبة في جانب المسبح مشغولة بقراءة رسالة ، ولكي اجلس بجوارها ، ذهبت واغمضت عينيها من الخلف ، فأبتلّت يداي ،أدركت حينها أنها كانت تبكي . عنذئذ ندمت وشعرت بالخجل مدركة ان مزاحي لم يكن في الوقت المناسب . جلست أمامها وجها لوجه ، فسارعت رداً على سؤالي حول سبب الدموع في عينيها ومدت يدها فيما كانت عيونها ممتلئة بالدموع ، واعطتني الرسالة وهي تحاول جاهدة الابتسام.
كانت الرسالة من شقيقتها الصغرى قالت فيها : ” لكي يسمحوا لي بالذهاب إلى المدرسة لابد لي أن أنجز كل اعمال البيت ، وفي الليل عليّ رعاية الطفل الصغير لصاحب الدار بالإضافة إلى رعاية أخي الصغير. عزيزتي إنني متعبة كثيرا ، ففي الصباح أصِلُ متأخرة إلى المدرسة ، ويصيبني النعاس في الصف من شدة التعب، ولحسن حظي ان المعلم لا يتشدد معي اطلاقا لعلمه بحالي”.



وأضافت الأخت الصغرى لـ (طوبى) قائلة في رسالتها : ” كلانا ننتظر أن تنهي دراستك ، وتشتري لنا غرفة صغيرة وتأخذينا عندك أستحلفكِ بالله ! انهي دراستك بسرعة وخذينا معك ” .
لكن طوبى لها لم تستطع بعد شراء ذلك البيت لشقيقتها وشقيقها الصغيرين، غيرأنها وتنفيذاً لرغبة أخيها الصغير خاطت لهما ثيابا ، ولتحقيق الحلم الصغير لإخوانها العزل الفقراء واليتامي اختارت طريق مجاهدي خلق . الا ان سرعان ما كان مصيرها الإعدام علي أيدي جلادي خميني بعد أن جرى التبليغ عنها من قبل عملاء النظام العاملين في المستشفي .
هل كانت شقيقتها الصغرى تعلم بما جرى ، أم ماتزال تأمل وتنتظرأن تشتري أختها الكبرى، غرفة صغيرة لهما في طهران وتاخذهما عندها ؟!
سيطرت هذه الحادثة علي تفكيري وكانت دموعي تنساب في الوقت الذي كانت فيه الدكتورة فهيمة قلقة ومتأثرة  فقالت وهي تحاول السيطرة علي نفسها : إن ثمن حرية شعبنا هذه الدماء لذلك يجب علينا أن نكون مستعدين لذلك .
كانت الدكتورة فهيمة ميرأحمدي الطبيبة المساعدة المثابرة في قسم الطوارئ بمستشفى سيناء التي هي الأخرى سرعان ما استشهدت بعد ذلك مع طفلها الذي لم يولد أبداً .
هن أخواتي اللواتي لن أنساهن علي الإطلاق ، لن أنسي وقفتهن في وجه خميني الوحش وقولهن له ”لا” ، ولكن يشاهدن مشاعل حب الشعب تلتهب علي الدوام في مجاهدي خلق وأهدافهم الإنسانية ، حافظن بدمائهن على إضاءة شعلة الثورة ، ولا أستطيع أن أتصورالمصير المحتوم الذي ينتظره المجتمع الإيراني لولا تضحياتهم.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق