الاثنين، 19 فبراير 2018

تلمس الإعتذار أو الخداع .. حفاظاً على النظام !


تلمس الإعتذار أو الخداع .. حفاظاً على النظام

ظهر خامنئي خليفة الرجعيين امس بعد أسابيع من الاحتجاجات التي شهدتها شوارع المدن الإيرانية في الساحة بحجة الذكرى الأربعين للانتفاضة التى شهدتها مدينة تبريز وشكلت لحظة مفصلية أدت إلى الثورة التى أطاحت نظام الشاه عام  1979 ، مستخدما اسلوب اعتذارالشاه السابق عندما وجه خطابه للشعب عبر شاشة التلفزيون خلال وعده بإجراء انتخابات حرة تعويضا عن أخطاء الماضي،  قائلا: ”سمعت رسالة ثورتكم” ، وفي الوقت نفسه اقر خامنئي فصلاً معتوها بين "نظام الأمة والإمام" و "بيروقراطية الدولة" في نظام الملالي ليبين بأن النظام لن يزول . وفي الوقت نفسه، قال: نحن نعترف بأننا متخلفون في مجال "العدالة".
و أقرعلي خامنئي بضرورة إحراز تقدم "في مجال القضاء" معتبرا انه من الضروري الاعتذار إلى الله والى الشعب الايراني إزاء هذا التقصير.
واشار الأخير بأن الاحتجاجات التى شهدتها مختلف أنحاء إيران نهاية العام الماضى ومطلع العام الجارى عن وجود غضب شعبى واسع فى البلاد.
واستطرد خامنئي الجلاد بالقول : "إن انتقاد الناس ليس مقتصرا فقط على الحكومة والبرلمان والقضاء، بل يمكن أن يكون موجها لي أنا الحقيرشخصيا، ولكن هذا النقد لا يتعارض مع الوقوف مع النظام الإسلامي والنظام الثوري الذي جاء نتيجة تضحيات الشعب . ...
وقال قد أحرز هذا النظام تقدم في جميع المجالات، الا انه يتوجب علينا العمل في مجال العدالة كما يتعين علينا الاعتذار الى الشعب والى الله. لدينا مشكلة في العدالة. سنقدم مع جهود الرجال والنساء كفاءة في هذا المجال، "إن شاء الله".
ومع ذلك، وردا على الصدمات المميتة لسيادة النظام الدينى، رد خامنئي محذرا عصابات النظام المرتاعين قائلا : إن ادني مساس او اضرار بمبادئ القانون الدستوري الذي ينص على ”ولاية الفقيه” .فإن استمرارية حياة هذا النظام يصبح مستحيلا و اكد قائلا : "كنا قادرين على الحفاظ على هذه الشعارات، لكن الوضع خطير، ويقع على عاتقي واجب تحذير شعبنا العزيز"
وأشاد خامنئي بمظاهرة 11فبراير/ شباط «بمناسبة ذكري ثورة عام 1979»  بطريقة سخيفة ووصفها بأنها تمثل دفاع الشعب عن نظامه:


وانتقد الأخير بدجل ما اسماهم بالاعداء الذين يهددون الإنسانية باسلحتهم لكنهم يعارضون قوة الصواريخ الايرانية قائلا:  "ما الذي يهمكم في ذلك؟ " تريدون منع الشعب الإيراني من امتلاك الصواريخ وغيرها من وسائل الدفاع عن النفس "
ولطالما انتقد ناشطون حقوقيون النظام القضائي الذي يهيمن عليه المحافظون لاستهدافه المعارضين السياسيين وممارسته اعتقالات تعسفية وعنفا ضد السجناء فضلا عن معدلات الإعدامات التي تعد الأعلى في العالم نسبة إلى عدد السكان.
وسُلطت الأضواء مجددا على النظام القضائي الإيراني خلال الأيام الأخيرة بعدما أفادت السلطات عن ما اسمته "انتحار" ناشط بيئي واستاذ جامعي يدعى كاووس سيد إمامي في السجن بعد أسبوعين من اعتقاله بتهم تتعلق بالتجسس.
وأعلنت عائلته أنها تلقت تهديدات بشأن إمكانية تعرضها لأعمال عنف في حال تحدثت عن القضية.

وجاء ذلك عقب ورود تقارير تحدثت عن وفاة شخصين في السجن الشهر الماضي بعد اعتقالهما في إطار الحملة الأمنية التي هدفت إلى احتواء الاحتجاجات.

ولكن هذا الاعتراف بالظلم جاء متأخرا وهو لا يتعدى كونه إذعان بعدم تحمل النظام للإصلاحات ومحاولات عابثة لانقاذه من السقوط .
إن أبناء الشعب الإيراني ومن خلال انتفاضته البطولية في 28 ديسمبر وبالشعار الذي رفعه "ليسقط مبدأ ولاية الفقيه وليسقط حكم الملالي"، قد رد سلفا على هذه الاعترافات المتأخرة بالندم.  خامنئي لم يعد قادرا بهذه الخدع الرعناء على إنقاذ نظامه المتداعي والغارق حتى اخمص أذنيه في الفساد من السقوط الحتمي. إن الشبان الإيرانيين قد عقدوا العزم على تطهير إيران المحتلة وللأبد من دنس وجود نظام الجلادين والناهبين. 

هناك تعليق واحد:

  1. الانتفاضة الإيرانيه سلطت الضوء على الحقائق الكثيرة، أهمها ان النظام الإيراني متسوس من الداخل و على وشك السقوط. كلمة خامنئي ما فيها اعتذار من الشعب والله بسبب عدم تحقق العدالة تأتي على هذا الامتداد و ما يجب الاستنتاج بنظر الى غطرسة ولي فقيه النظام انها ختم على نعش النظام ـ والله الموفق وهو المستعان

    ردحذف