الثلاثاء، 19 سبتمبر 2017

إيران .... مقبرة ”تخت فولاذ” في مدينة اصفهان تكسر صمتها !

إيران .... مقبرة ”تخت فولاذ” في مدينة اصفهان تكسر صمتها !

بقلم :حسين طلال

الموقع:أصفهان مقبرة ”تخت فولاذ”
التاريخ : صيف 1988
خلال العام الماضي، كسرت مقابر إيران صمتها وتحولت الى شاهدات منقطعات النظير فى الكشف عن الجريمة التى وقعت فى مجرزة 1988
بعد مقبرة ”خاوران” التي اعتبرت رمزا لهذه الجريمة التاريخية، نرى ان اسماء مقابر عدة اصبحت تتردد على الألسن. المقابر التي دُفن فيها السجناء ممن أعدموا شنقا في مجزرة عام 1988 بشكل جماعي.
احدى هذه المقابر الصامتة هي مقبرة ”تخت فولاذ” في مدينة اصفهان التي
 حلت للتوعقدة لسانها بالتكلم عن الاحداث
موقع هذه المقبرة
كان شهود الجريمة في هذه المرة ثلاثة مراهقين اختفوا في ظلام المقبرة المرعب واخذوا يروون فصول جريمة الحرسيين الوحشيين والآن وبعد 30 سنة من التكتم تجرأوا على الكلام عنها في حراك المقاضاة:
اصفهان تملك 40 مقبره، أقدمها هي مقبرة ”تخت فولاذ”. لم يكن مسموحا للشعب فيها بدفن امواتهم منذ عام 1983 ، الا النظام الذي كان يدفن قتلاه في الحرب هناك. لذلك كانت المقبرة نادرة التردد والتجمع وأصبح بذلك المكان المناسب بالنسبة له لدفن المعدومين سرا من السجناء.
لم يكن هؤلاء الناظرين سوى مراهقين غير مطلعين على المجزرة النكراء كانوا قد سمعوا بعمليات دفن جماعي من قبل جهة مجهولة ما استرعى فضولهم:
”عندما دخلنا المقبره المرعبة رأينا الحفر الكثيرة التي عرقلت مسيرنا. كثرة الحفر لفتت انتباهنا. جلسنا في زاوية وسط صمت المقبرة المرعب. حوالي الساعة الثانية بعد منتصف الليل لمحنا 4 سيارات مغبرة من نوع نيسان باترول دخلت المقبرة. كسرت عجلات السيارات بحملها الثقيل صمت المقبرة. 


كانت الوحشة العميقة سائدة هناك والصوت السائد والوحيد كان صوت باترولات.
 فجأة توقفت احدى الباترولات قبالة حفرة تم انجازها قبل فترة قصيرة. نزل الحرسيون و أزالوا غطاء السيارة.
لا شك آن المراهقين ندموا على متابعة المشاهد المروعة. تسارعت دقات قلبهم وراحت تنبض بشدة. سؤال كان يطرح في بالهم: ما الذي يحدث هنا؟
حالما كشف غطاء السيارة قفز منها 3 حرسيين توسطت وجوههم اللحى التي كانت بادية من بعيد. ألقوا للتو الجثامين بعشوائية، تهاوت بشدة الى قاع الحفرة فدوى صوت اصطدامها بالتراب. ألقوا ب 4 جثامين على الارض ومن ثم نزلوا من السيارة قفزا وسحبوها من أرجلها الى الحفر، كانهم يسحبون الذبائح. 
لم يدر اي حوار بين الحرسيين. يبدو انهم كانوا منسقين للأمر بأكمله مسبقا. دون اي حديث او جلبة القوا بالجنازات في الحفر ومن ثم ملئوها بالتراب فورا...
كان المراهقون يرون بعضهم بعضا في اندهاش وعدم تصديق للمشهد الشاخص بين ابصارهم...
تنقلت السيارات الى حفرة اخرى وعملوا كما ما عملوا بسابقتها الا ان هذه المرة كان من بين الجثامين شاب طويل يلمع قميصه الأخضر مستنيرا بضوء القمر. رفع الحرسيان الشاب ملقين اياه الى القاع. يبدو ان الحقد كان يعتصر اولئك الحرسيين. دوى صوت تكسير جمجمة الشاب في المقبرة. ملأنا الخوف وبدون إدراك منا اخذنا بالهرب من المشهد.
اولئك المراهقين فروا من المقبرة في تلك الليلة الموحشه من الكابوس الا انهم وبعد 30 سنة لايزالون يحاولون الفرار في محاولة منهم محو ما حصل تلك الليلة من ذاكرتهم. إرعاب الحرسيين لم يسمح لهم أن يفهموا بان تلك الجنائز المكدسة في مقبرة ”تخت فولاذ” كانت تعود الى الابطال المعدومين شنقا كما لم يفهموا ان ذلك المشهد لم يكن حكرا على اصفهان فحسب، فقد نالت كل مدينة في ايران حصتها من المجازر على ايدي أمثال أولئك الحرسيين 
لكن اليوم تبلى سرائر تلك الليالي الموحشة وتواجه حركة مقاضاة الشعب الايراني.
والسماء ذات الرجع و الارض ذات الصدع 
ان الارض تعرض كنوزها الأنيقة واحدا تلو الآخر. يا لجمال هذه المقابر المذهل التي تزينت بهذه الكنوز الغالية
نعم اولئك المراهقين الفارين من المقبرة أمس عادوا اليوم بقوة إيمان بالغ وبتجارب مخيفة من حكومة سفاكة ليكونوا رواة المجازر... 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق