الاثنين، 11 سبتمبر 2017

عباس البطل المراهق

في ذكرى عباس هاشيمان البطل المراهق 
صلاح وليد
كان خريف عام 1981 ، وكنت أدرس في صف الثالث اعدادي، وكانت الظروف في تلك الأيام حبلي بالاحداث ، بعد احداث 20 حزيران وفتح النار علي المظاهرات السلمية في طهران  بأمر من خميني ، و تشديد طوق الخناق والكبت والإعتقالات العشوايئية من قبل عناصر النظام البلطجيين التي كانت تدعي انها ” كميته هاي انقلاب” اي ” لجان الثورة ” .
وفي أحد الأيام ، جمع النظام كافة طلاب مدارس الأعداية للبنين والبنات في مدرستنا الواقعة في مدينة مرودشت قرب مدينة شيراز – وهي مدينة أثرية تقع فيها أثار سلالة الأخمينية  وتقع علي بعد 15 كيلومترات من المدينة – تحوي ما تقارب 6 مدارس ، اجتمعنا كلنا في فناء المدرسة ،اتجه نحونا عناصر النظام كان من بينهم شخص يقال له ” تواب” – وهي عبارة يستخدمها النظام للمنهارين من النضال في سجون الملالي المرعبة – وقد اشاع النظام بان الآخير أي ”عباس هاشميان ” نادم من افعاله السابقة ! ويريد أن يحدث  طلاب المدارس المذكورة. 

كان لمدرستنا ممر طويل يعلو علي الفناء حوالي متر، وفي وسطه باب ذات مصرعين يطل علي الفناء ، وقد جاء جلاوزة النظام بـ ”عباس” امام باب الممر المفتوح علي مصرعيه ، وكان الجلاوزة مجتمعين حوله ، فبدأ الأخير بالحديث وامامه المايك ، قائلا : هل تريدون مني أن احدثكم عن من يقودكم ويتزعمكم ، زعيمكم المراهق الذي يبلغ من العمر 13 او 14 عاما – ظن البعض منا بما في ذلك عناصر النظام بأن ”عباس”  كان يتدحث عن شخص رما بنفسه تحت دبابة كات متجهة نحو داخل ايران في الحرب الإيرانية العراقية ، كون تلك الإيام كانت ايام حرب بشدتها وحدتها وخميني تحدث عنها سابقا -  لكن ”عباس” واصل حديثه قائلا : زعماءكم اليوم اولئك المراهقين في اعمار 13 او 14 عاما الذين أعدموا الواحد تلوي الآخر في سجون النظام ... 
لم يستطع استكمال حديثه بعد حتي انهال عليه عناصر النطام بالضرب ففر هاربا من بين ايديهم, ركض بضع خطوات الى ان القى عليه القبض عناصر النظام في نهاية الممر واعتُقل واقتيد الي السجن مرة اخري ليتم أعدامه  خلال حملة الإعدامات التي قام بها النظام في اوائل الثورة وبعد حوالي عامين ونصف العام من انتصار الثورة  الملكية, كان ربيع الحرية قصير جدا .
طبعا هذا العمل البطولي أثار ضجة بين طلاب المدارس وخاصة بين الطالبات اللاتي ذرفن الدموع  على حاله وبطبيعة الحال قام النظام بمحاسبة الطالبات  المذكوره فيما بعد . 
ولكن من كان عباس ؟  كان الاخير  واحدا من بين طلاب المدرسة  من مواليد 1963، من انصار منظمة مجاهدي خلق الشباب ، الذي اعتقل في تلك الايام ، ومن ثم أعدم نتيجة ثباته علي مواقفة وقد راوغ النظام في السجن ليخرج منه وينقل ما يحدث في السجون الي طلاب المدارس ...
تحيا ذكراه  ، ويبقي دربه سالكا من قبل رفاقه 

هناك تعليق واحد:

  1. مقال رائع واقع حال السجناء السياسيين الابطال في ايران في الماضي والحاضر ، وما ضاع حق وراءه طالب
    النصر للشعب الايراني بوجه الملالي

    ردحذف