الاثنين، 12 فبراير 2018

مريم رجوي تشكف حقيقة الاحتجاجات الإيرانية في لقاء خاص لأورينت

مريم رجوي تشكف حقيقة الاحتجاجات الإيرانية في لقاء خاص لأورينت



اهلا بكم إلى هذا اللقاء الخاص والذي نستضيف فيه السيدة مريم رجوي رئيسة مجلس الوطني للمقاومة الإيرانية زعمية المعارضة الإيرانية لنستعرض وإياها آخر التطورات في إيران
... السيدة مريم رجوي أهلا بكم.
سؤالي الأول عن الانتفاضة
مرة أخرى ينتفض الشعب الايراني، بعد انتفاضة العام ٢٠٠٩الكبيرة، الآن هناك انتفاضة العام ٢٠١٧-٢٠١٨ مستمرة حتى الآن. لماذا يثور الشعب الإيراني؟ ماهي أسباب هذه الانتفاضة الحالية ؟
ج.
 قبل كل شيء اسمحوا لي أن احيي الشعب السوري البطل. أهدي أسمى تحياتنا إلى الشعب السوري البطل الذي قاوم وصمد في جه ديكتاتورية بشار الأسد طوال هذه السنوات، وبشكل خاص بسبب نضالهم وقتالهم في وجه تدخلات قوات الحرس وخامنئي. قد قلت مراراً في السابق وأكدت المقاومة الإيرانية بشكل مكرّر أن أبناء الشعب الإيراني بريئون من حرب قوات الحرس وخامنئي في سوريا دعماً لبشار الأسد، لا يؤيدون هذه الحرب ويرون أنفسهم بجانب الشعب السوري. والانتفاضة التي عمّت 142 مدينة و31 محافظة إيرانية وفي جميع أنحاء إيران أثبتت أن الشعب الإيراني يرفضون تدخل نظام الملالي في سوريا دعماً لبشار الأسد.
لكن في ما يتعلق بالانتفاضة ولماذا انتفاضة الشعب الإيراني في 142 مدينة و31 محافظة فيمكنني الإشارة إلى ثلاثة أسباب:1. قبل كل شيء هذه الانتفاضة نابعة من سخط وغضب الشعب الإيراني ضد الكبت والقمع، ضد الظروف الاقتصادية المتأزمة جدا جدا، أي الفقر والجوع وانهيار الحالة الاقتصادية في المجتمع الإيراني. وبصريح العبارة كانت عصياناً ضد الأزمات الاقتصادية في المجتمع.
2. وكانت مؤشراً واضحاً جداً لوجود حركة منظّمة، أي المقاومة الإيرانية و مجاهدي خلق ،خاصة بعد نقلهم بشكل جماعي وبهيئة منظمة من العراق إلى خارج العراق، حيث استطاعوا بعد ذلك من تركيز نشاطاتهم على داخل إيران أكثر من السابق وعلى توسيع شبكة واسعة من معاقل النضال وتنظيمها ليتجاوبوا بذلك لمطالب شعبهم في هذه الظروف من  خلال دعم انتفاضة الشعب.
3. والعامل الثالث هو الظروف السياسية الدولية التي تغيّرت على حساب نظام الملالي، أي سياسة  المهادنة التي استفاد منها نظام الملالي كثيرا حتى العام الماضي، وكانت الدول الغربية تقف بجانب النظام بسبب هذه السياسة، فإنها فشلت، ولم يستطع النظام من أن ينتفع منها كثيرا خلال العام الماضي ولم يعد له هذا السند الدولي.
مجمل هذه الأسباب وضعت النظام في ظروف متأزمة جداً وفتحت المجال أمام شعب مستاء من النظام، الشعب الذي يبحث دائما إنهاء الاستبداد الديني، ليبرز احتجاجاته وعصيانه بهذا الشكل في 142 مدينة.
 
س. لما ذا تسمّونها «انتفاضة» ولا تسمّونها «ثورة» طالما أن هناك أسباب قوية، طالما أن هناك تنظيم وأن هناك قيادة، لماذا لا تسمّونها ثورة؟
ج. في الثقافة السياسية الإيرانية ليس هناك فارق كبير بين الانتفاضة والثورة. لكنني أريد أن أؤكد لكم بأن هذه الانتفاضة من خلال توسيع رقعتها ومواصلتها ستتحوّل إلى ثورة وإلى إسقاط النظام. إذا كانت الثورة بمعنى إسقاط النظام فإن هذه الانتفاضة ستؤدي إلى إسقاط الاستبداد الديني دون شك.
 
س. هناك بعض التحليلات التي تقول أن ما جرى ليس انتفاضة ولا ثورة وإنما مجرد لعب ما بين أجنحة النظام. هناك جناح من النظام يريد أن يوجّه ضربه لجناح آخر خاصة استعدادا لخلافة خامنئي فسمح بهذا التحرك. هل هناك إمكانية لان ما يحصل هو مجرّد لعبة بين أجنحة النظام؟
ج.
كلا. أبداً. ليس هذا هو الواقع. والسبب أن الجناحين في النظام متفقان تماماً في قمع هذه الانتفاضة. الواقع هو أن هذه الانتفاضة تحمل شعاراً واضحاً وهو إسقاط الديكتاتورية الدينية وإسقاط نظام ولاية الفقفه. شعار الموت لخامنئي والموت لروحاني. وهذه الشعارات كانت واضحة وبارزة في جميع المدن في مختلف أرجاء إيران. إذن هذا فهم خطأ، خاصة وإننا نشاهد قمعاً واسع النطاق تمارسها قوات الحرس ضد المنتفضين: أكثر من ثمانية آلاف معتقل، عشرات الشهداء سقطوا أثناء الانتفاضة. عند الآن صور 11 منهم. هذه الحقائق تشير إلى أن قوات الحرس والقوات القمعية دخلت الساحة بكل ما لديهم من قوة لقمع الانتفاضة. وبودّي أن أعرض عليكم خريطة إيران و142 مدينة فيها المدن التي كانت ساحة الانتفاضة من شرق إيران إلى غربها ومن شمالها إلى جنوبها.
 
س. هناك من يقول أيضا بأن هذه الاحتجاجات هي شيئ يومي حتى وزير الداخلية الإيراني قال بأن في يوم واحد تصل الاحتجاجات إلى حوالي 150 عملاً احتجاجياً. ولكنها احتجاجات يستطيع النظام الإيراني أن يتعايش معها، ليست من النوع الاحتجاجات التي سوف تسقط النظام، هي شيء مزعج للنظام ولكن يمكن أن يعيشه معه؟
ج.
 اعتقد انه لو استطاع أن يتعايش معها لما كان مضطراً لإبداء هذه الردود الهمجية. وكما شاهدنا خلال هذه الفترة قد استخدم النظام كل ما لديه من قوة من أجل تحجيم الانتفاضة وقمعها، وأشرت إلى عدد المعتقلين وعدد الشهداء وعدد الأشخاص الذين استشهدوا تحت التعذيب. إضافة إلى ذلك فأن مجموعة من قادة النظام بينهم أئمة الجمعة جاؤوا إلى الساحة واعترفوا بأن مكاتب أكثر من ستين من أئمة الجمعة كانت هدفا لهجوم المنتفضين. كما أن المنتفضين هاجموا عدداً كبيراً من مراكز قوات البسيج. هذه الحقائق تشير إلى النظام يخاف بشدة من أن هذه الانتفاضة وتوسيعها ومواصلتها تسحب بساط الدكتاتورية الدينية من إيران. لهذا السبب أعتقد أن هذه الأقاويل تبريرات تأتي لتقول أن النظام لايخاف؛ لكن الواقع يقول أن زعماء النظام كل يوم يظهرون في وسيلة من وسائل الإعلام، في التلفزيون الحكومي أو الصحف، ليعلنوا عن مدى خوفهم من هذه  الانتفاضة الواسعة التي هزّت أركان النظام، إنهم يعترفون بهذه الحقيقة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق